عنوان الفتوى : الشجر فيه حياة وليس فيه روح
لي أخت رسمت صورة لفتاة وأنا قلت لها التصوير والرسم حرام ويمكن لها أن ترسم مناظر طبيعية فقالت إنها لا تقلد خلق الله حين رسمت الفتاة وهي غير مقتنعة بأن الشجرة جماد بل هي كائن حي أيضا لأنها تنمو وتتنفس وبالتالي ليس هناك فرق بينها وبين الإنسان؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فرسم صور ذوات الأرواح محرم للأدلة المتكاثرة في ذلك، وللوقوف على شيء منها وعلى أقوال بعض أهل العلم في المسألة راجع الجواب رقم: 14116. وأعلم أختك هذه أن التحريم في النصوص النبوية إنما خص ذوات الأرواح، كما في الحديث الذي رواه البخاري وفيه قول ابن عباس: ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح. فنص على أن الشجر ليس فيه روح، وهذا أمر معلوم بالاضطرار، ولا يقول عاقل إن للشجر روحاً، وإنه لا فرق بينه وبين ذوات الأرواح، فالشجر فيه حياة لكن ليست فيه روح، قال تعالى: وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ [الأنبياء:30]. فهو كائن حي، نعم لكن ليس من ذوات الأرواح التي جاء النهي عن تصويرها والتغليظ فيه، واللعن لمصورها والتوعد له بالعذاب الشديد في الآخرة. فعلى أختك أن تتقي الله تعالى، وتخضع لأحكام الشرع المطهر وألا تجعل عقلها حاكماً على النصوص الشرعية، ضاربة بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عرض الحائط. والله أعلم.