عنوان الفتوى : الصفرة والكدرة غير المسبوقة بدم الحيض
منذ سنة تقريبًا بدأت أرى قبل الحيض بيوم واحد فقط كدرة يصاحبها ألم، ومغص الدورة العادية، ثم يتبعها في اليوم التالي الدم الصريح، وكله في زمن الحيض، فأمسك عن العبادة، ومنذ فترة بدأ يتخلل هذه الكدرة طهر، أو صفرة مع وجود الألم في يوم واحد فقط، وفي زمن العادة، فهل أصلي، وأعتبر هذه الكدرة استحاضة عند نزول الطهر خلالها؟ أم أمسك عن الصلاة، وهذه الكدرة تكون حيضًا؟ وهل ما فعلته في السابق كان صحيحًا؟ وجزاكم الله خيرًا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالصفرة والكدرة غير المسبوقة بدم الحيض للعلماء فيها خلاف، فمنهم من لا يراها حيضًا إلا إذا كانت مسبوقة بدم، وهو ما رجحه الشيخ ابن عثيمين أخيرًا، ومنهم من يراها حيضًا ما دامت في زمن الإمكان، وهو قول الجمهور، وانظري الفتويين رقم: 288871، ورقم: 117502.
ولك أن تقلدي في هذه المسألة من شئت من أهل العلم، فعلى القول بأن هذه الكدرة حيض، كما هو مذهب الجمهور، فما فعلته من الإمساك عن الصلاة لرؤية هذه الكدرة في زمن العادة فعل صحيح، وإذا رأيت صفرة بعد هذه الكدرة متصلة بها، فإنها تعد حيضًا كذلك، فإن حكم الصفرة والكدرة واحد، وإذا رأيت الطهر بعد رؤية هذه الكدرة في زمن العادة، فإنك تغتسلين وتصلين، ولك أحكام الطاهرات، فإن عاودتك الكدرة في زمن العادة عدت حائضًا، وطهرك المتخلل للحيضة طهر صحيح، وكذلك إذا عاودك الدم، فإنك تعودين للحيض ما دامت مدة أيام الدم وما تخللها من نقاء لا تزيد على خمسة عشر يومًا التي هي أكثر مدة الحيض، كما بيناه في الفتوى رقم: 138491.
وأما على ما يرجحه الشيخ ابن عثيمين من كون هذه الكدرة والصفرة لا تعد حيضًا، فالواجب عليك أن تصلي حتى تري دم الحيض، وعليك أن تستنجي من هذه الصفرة والكدرة؛ لكونها نجسة، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 178713.
والله أعلم.