عنوان الفتوى : المفاضلة بين شرحي الطيبي والقاري للمشكاة وشروح بلوغ المرام
أيهما أفضل: شرح الطّيبي، أم شرح علي القاري للمشكاة؟ وأيهم أفضل سبل السلام للصنعاني، أم توضيح الأحكام من بلوغ المرام للبسام، أم الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالتفضيل شيء نسبي، فقد يكون الأفضل في حق شخص هو الأيسر والأقرب للفهم، ويكون في حق آخر هو المختصر المهذب، ويكون في حق ثالث هو الأكثر تحقيقًا وتحريرًا للمسائل، وفي حق رابع هو الأجمع للمسائل والفوائد والأقوال، ويكون في حق خامس هو المصنف على مذهب أهل السنة الخلص، الخالي من مقالات أهل الأهواء والبدع، إلى غير ذلك من موارد التفضيل، وهذا يعتمد أول ما يعتمد على مذهب القارئ، ومستوى فهمه، وقدر تحصيله
وعلى أية حال؛ فننقل في جواب السؤال الأول كلام الحافظ ابن حجر في هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة، حيث قال: وقفت على شرح المشكاة للإمام شرف الدين الطيبي... وكتابه أحسن ما وضع على المصابيح؛ لذكائه، وتبحره في العلوم، وتأخره. اهـ. وهذا إلى عصر الحافظ ابن حجر في القرن التاسع
وأما شرح القاري ـ المرقاة ـ فمتأخر عن ذلك بقرنين، حيث توفي سنة 1014هـ، وقد أكثر جدًّا من النقل عن شرح الطيبي، حتى إنه يمكن القول بأنه تتبع عامة فوائده في شرحه، فلا يفوت قارئ المرقاة كبير شيء من شرح الطيبي الكاشف عن حقائق السنن، بخلاف العكس، فإن قارئ ـ الكاشف ـ يفوته الكثير من مسائل المرقاة وفوائدها؛ ولهذا السبب وحده نرشح للسائل شرح القاري المرقاة.
وأما شروح بلوغ المرام التي ذكرها السائل، فلكل منها ما يميزه، فشرح البسام أيسرها وأحسنها في طريقة العرض لموافقته لطريقة التأليف المتعارف عليها بين طلاب المدارس، وشرح الصنعاني متوسط الحجم كثير الفائدة، وهو مختصر من شرح الحسين المغربي ـ البدر التمام ـ وأما شرح ابن الملقن: فأوسعها وأغزرها فائدة.
والله أعلم.