عنوان الفتوى : مدى صحة قصة خطبة سلمان الفارسي لابنة عمر بن الخطاب
هل وردت قصة أو أثر صحيح يدل على أن سلمان -رضي الله عنه- خطب بنت عمر ورفض عمر -رضي الله عنه- بدعوى عدم كفاءة نسبه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن قصة خطبة سلمان الفارسي لابنة عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ غير ثابتة ـ فيما نعلم ـ، فقد أخرج أبو نعيم في حلية الأولياء، وغيره من طريق الحجاج بن فروخ الواسطي، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال: قدم سلمان من غيبة له، فتلقاه عمر، فقال: أرضاك لله تعالى عبدًا، قال: فزوجني، قال: فسكت عنه، فقال: أترضاني لله عبدًا، ولا ترضاني لنفسك؟ فلما أصبح أتاه قوم عمر، فقال: حاجة؟ قالوا: نعم، قال: وما هي إذا تقضى؟ قالوا: تضرب عن هذا الأمر، يعنون خطبته إلى عمر، فقال: أما والله ما حملني على هذا إمرته، ولا سلطانه، ولكن قلت: رجل صالح عسى الله أن يخرج مني ومنه نسمة صالحة. وقد ضعفها الذهبي في السير بقوله ـ عقب أن ذكرها ـ: حجاج: واه. اهـ.
وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه عيون الأخبار ـ دون إسناد ـ: أبو الحسن قال: خطب سلمان إلى عمر فأجمع على تزويجه، فشقّ ذلك على عبد الله بن عمر، وشكاه إلى عمرو بن العاص، فقال: أنا أردّه عنك، فقال: إن رددته بما يكره أغضبت أمير المؤمنين، قال: عليّ أن أردّه عنك راضيًا، فأتى سلمان فضرب بين كتفيه بيده، ثم قال: هنيئًا لك أبا عبد الله، هذا أمير المؤمنين يتواضع بتزويجك، فالتفت إليه مغضبًا، وقال: أبي يتواضع؟ والله لا أتزوّجها أبدًا.
على أن الحكاية ـ على فرض ثبوتها ـ ليس فيهما تصريح بأن عمر ـ رضي الله عنه ـ رد خطبة سلمان ـ رضي الله عنه ـ من أجل النسب، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 95667.
والله أعلم.