عنوان الفتوى : هل نصح الأم إذا تسبب في غضبها يعد عقوقا؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لدي مشكلة أريد أن أطرحها عليكم، لا أدري كيف أبدأ! أمي كانت تتكلم بكلام غير لائق (حديث عن آخرين بسوء الفهم) وأبي يحاول أن يسكتها، لكن لم تُجْد تلك المحاولة، وأنا أيضا أحاول أن أفهمها أنها لا يمكن أن تتكلم بهذا الشكل؛ فتغضب أمي، وتبدأ بإلقاء سباب علينا، تقول: أنتم دائماً تدعون أنكم أكثر فهماً مني، ربما قد تُجرح من كلامي، ولا يعجبها، أو هناك تقصير ما مني، لكن أحاول أن أجتهد في إرضائها ما استطعت، أحياناً لا أتحمل فعلها هذا، وأبدي انزعاجي تجاهها من فعل، أو قول، وبعد فترة أندم على فعلتي هذه، وأقوم بالاعتذار لها. بين حين وآخر أخاف أن أخطئ في حقها، وكل ما تفعل أنها تسكت، وبعد هذا أحاول الابتعاد عن الخوض في أي موضوع؛ لئلا تكبر المشكلة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالواجب عليك مخاطبة أمّك بالأدب، والتوقير، والرفق؛ قال تعالى: " .. فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا " الإسراء(23،24)
قال القرطبي -رحمه الله-: (وقل لهما قولا كريما ) أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه، ويا أمّاه من غير أن يسميهما، ويكنيهما. قال عطاء: وقال ابن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته، إلا قوله: وقل لهما قولا كريما. ما هذا القول الكريم؟ قال ابن المسيب: قول العبد المذنب، للسيد الفظ الغليظ. الجامع لأحكام القرآن.

ولا يجوز لك أن تسيء إلى أمّك، أو تغلظ لها في الكلام، ولو فرض أنّها فعلت، أو قالت منكراً، فإنّ عليك نهيها عن المنكر برفق وأدب، من غير إغلاظ أو إساءة، فإن غضبت فلا تكثر عليها ودعها، فإنّ أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر ليس كغيرهما.

قال ابن مفلح الحنبلي -رحمه الله-: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ. وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ، يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. الآداب الشرعية.
ولمعرفة ضابط عقوق الوالدين، راجع الفتوى رقم: 76303.
والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
ينبغي حمل تصرفات الوالدين على أفضل المحامل
قطيعة العم كقطيعة الأب
وجوب صلة الوالدين بما لا يحصل منه ضرر على الولد
ترك زيارة الأهل خوف الأذى
لا طاعة للأم في قطيعة زوجة الأب
الواجب على ورثة من أعان غيره على فتح حساب ربوي
اختيار البنات البقاء مع الأب هل فيه عقوق للأم؟
ينبغي حمل تصرفات الوالدين على أفضل المحامل
قطيعة العم كقطيعة الأب
وجوب صلة الوالدين بما لا يحصل منه ضرر على الولد
ترك زيارة الأهل خوف الأذى
لا طاعة للأم في قطيعة زوجة الأب
الواجب على ورثة من أعان غيره على فتح حساب ربوي
اختيار البنات البقاء مع الأب هل فيه عقوق للأم؟