عنوان الفتوى : الـمـخلـص لا ريـاء لـه
كيف يعرف الإنسان صدق نيته علماً بأنني أقوم بالاستدامة على التقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة والذكر الدائم لله والخوف من العذاب وغضب الله وكذلك أقوم بمحاولة حث الأصدقاء على قراءة القرآن سويا وأكون سعيدة جداً في مساعدتهم وتقديم المعونات والخدمات لهم ولكن سرعان ما أشعر بأنني يمكن أن أكون غير صادقة فكيف أعرف صدق النية؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن إخلاص النية لله تعالى أن تكون حركات المرء وسكناته في سره وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء.. لا نفس ولا هوى ولا دنيا، والصدق في النية أن لا يعجب المرء بعمله، ولا يغتر به، ولا يُدِلُّ به على ربه. فشأن الصادق في نيته شأن من قال الله عز وجل فيهم: وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ [المؤمنون:60]. وحال المخلص في نيته حال من قال الله فيهم: إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً* إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً [الإنسان:9-10]. قال أحد العلماء: ويصح أن يقال: الإخلاص تصفية العقل عن ملاحظة الخلق، والصدق التنقي عن مطالعة النفس، فالمخلص لا رياء له، والصادق لا إعجاب له. إذا ثبت هذا؛ فإننا نقول للأخت السائلة: احرصي على الخير، عبادة وذكراً، وإحساناً وبراً، قاصدة رضا الرب الكريم، متواضعة له، شاكرة له على نعمة التوفيق، خائفة من التفريط والتقصير، فإذا كنت على هذا الحال، فداومي عليه وشمري واجتهدي ولا تلتفتي إلى وساوس الشيطان، لأنه يريد لك الانقطاع، ولتعلمي أن ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، هكذا قال أحد السلف وهو الفضيل بن عياض رحمه الله، ولمزيد من الفائدة نحيلك على الفتوى رقم: 10992، والفتوى رقم: 21032. والله أعلم.