عنوان الفتوى : يجب عليك التخلص من المال الحرام

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإنك إذا كنت تعلم قدر المال الحرام فالراجح عند أهل العلم أنه يجب عليك التخلص منه، وبقية مالك حلال، قال ابن تيمية في الفتاوى: المال المأخوذ بوجه محرم إذا خلط بمال حلال فالواجب أن يخرج من ذلك القدر المحرم وقدر ماله حلال له أما طريقة التخلص والتوبة من المال الحرام فهي رده إلى من أخذ منه إن وجد، فإن أيس من وجوده أو لم يكن له مالك معين تصدق به عنه، قال ابن العربي في تفسيره: إن سبيل التوبة مما بيده من الأموال الحرام إن كانت من ربا فليردها على من أربى عليه ويطلبه إن لم يكن حاضراً فإن أيس من وجوده فليتصدق بذلك عنه، وإذا التبس عليه قدر الحلال من الحرام فإنه يقوم بتقدير ما يرى أنه حرام، ويحتاط في ذلك حتى لا يبقى في نفسه شك، وأن ذمته برئت من الحرام. وقال ابن مفلِح في الفروع: ومتى جهل قدر الحرام تصدق بما يراه حراماً نقله فَوْرانُ فدل هذا على أنه يكفي الظن، وقاله ابن الجوزي ، وقال ابن العربي في تفسيره أيضاً: فإن التبس عليه الأمر ولم يدر كم الحرام من الحلال مما بيده، فإنه يتحرى قدر ما بيده مما يجب عليه رده حتى لا يشك أن ما يبقى قد خلص له. ومع هذا فإن المسلم دائما مطالب بأن يبتعد عن الشبهات ما أمكن حتى يخرج سالم العرض والدين. والله أعلم.