عنوان الفتوى : كتاب المحيط البرهاني ومدى اعتماده في الإفتاء منه
هل كتاب (المحيط البرهاني في الفقه النعماني) معتبر في المذهب الحنفي؟ وهل يمكن الإفتاء منه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكتاب (المحيط البرهاني في الفقه النعماني) لبرهان الدين الحنفي المتوفى سنة 616هـ؛ كتاب مهم، جمع فيه مؤلفه الكثير من مسائل المذهب وفروعه، معتمدًا على من سبقوه، ومفيدًا من شيوخ زمانه، وقد أشار إلى ذلك بقوله في مقدمته: وجمعت مسائل «المبسوط»، «والجامعين»، «والسير»، «والزيادات»، وألحقت بها مسائل «النوادر»، والفتاوى والواقعات، وضممت إليها من الفوائد التي استفدتها من سيدي ومولاي والدي تغمده الله بالرحمة، والدقائق التي حفظتها من مشايخ زماني رضوان الله عليهم أجمعين، وفصلت الكتاب تفصيلًا، وحللت المسائل تحليلًا، وأيدت بدلائل عول عليها المتقدمون واعتمد عليها المتأخرون، وعملت فيه عمل من طب لمن خب. اهـ.
ولا شك أن هذا الكتاب يعتبر من الكتب النافعة والمعتبرة عند السادة الحنفية، ويرجع إليه علماؤهم، ويكثرون من العزو إليه في مصنفاتهم، إلا أنه مع ذلك لا يصح الاعتماد عليه في الفتوى، كما نص على ذلك الحنفية؛ جاء في المدخل إلى دراسة المذاهب الفقهية نقلًا عن اللكنوي الحنفي -ما نصه-: ومن هذا القسم: "المحيط البرهاني"؛ فإن مؤلفه وإن كان فقيهًا جليلًا، معدودًا في طبقة المجتهدين في المسائل، لكنهم نصّوا على أنه لا يجوز الإفتاء منه، لكونه مجموعًا للرطب واليابس. اهـ.
وللاطلاع على أهم الكتب المعتمدة في المذهب الحنفي والتي عليها مدار الفتوى عندهم؛ راجع فتوانا رقم: 280705.
والله أعلم.