عنوان الفتوى : بقاء أثر الكريم على اليد هل يؤثر على صحة الوضوء
عند الوضوء نمسح الرأس ثم بعد ذلك الأذنين والقدمين، فإذا وضع الشخص كريماً للشعر ومسح رأسه فقد يبقى أثر للكريم كالرائحة والملمس الدهني على اليد، فهل يكمل الوضوء مع وجود هذا الأثر؟ حيث يخشى أنه يختلط مع الماء فيسلب طهوريته، علماً بأنه قد يحصل ذلك بدون وضع كريمات، وذلك لأن فروة الرأس تفرز مادة زيتية بشكل طبيعي فيحس بالملمس الدهني بدون أي كريم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلة سابقة أن لديك وساوس كثيرة، نسأل الله تعالى أن يشفيك منها, وننصحك بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
وفي خصوص ما ذكرت أنه قد يبقى من أثر الكريم كالرائحة والملمس الدهني على اليد.. فهذا لا يؤثر على وضوئك، لأنه لا يمنع الماء من الوصول إلى بشرتك ويجزئك أن تكمل باقي وضوئك، جاء في المجموع للنووي: إذا كان على بعض أعضائه شمع أو عجين أو حناء واشباه ذلك فمنع وصول الماء إلى شيء من العضو لم تصح طهارته، سواء كثر ذلك أم قل, ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه، أو أثر دهن مائع بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يثبت، صحت طهارته. انتهى.
مع التنبيه على أن الماء المتغير بشيء طاهر تجزئ الطهارة به عند بعض أهل العلم, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 161137.
وبخصوص ما يفرزه الجسد من مواد دهنية, فقد بينا من قبل أنها لا تضر، وراجع الفتوى رقم: 279988.
والله أعلم.