عنوان الفتوى : حكم قراءة القرآن سرًّا عند سماع الأغاني
أثناء الوجود في السوق، أو الانتظار عند الإشارة نسمع أغانٍ صاخبة قوية من محل، أو سيارة أحدهم، فما حكم قراءة القرآن سرًّا بصوت منخفض آنذاك؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغناء المصحوب بالموسيقى محرم، كما بينا في الفتوى رقم: 6110.
وعلى هذا؛ فالواجب إنكار هذا المنكر قدر الاستطاعة، وأما قراءة القرآن في هذه الحال سرًّا، فلا نرى بها بأسًا، فهو من إحياء أوقات الغفلة بذكر الله، كما شرع للإنسان أن يذكر الله في مواضع الغفلة، كالسوق، ونحوه، جاء في مرقاة المفاتيح في تعليل فضل دعاء السوق: قال الطيبي: خصه بالذكر؛ لأنه مكان الغفلة عن ذكر الله، والاشتغال بالتجارة، فهو موضع سلطنة الشيطان، ومجمع جنوده، فالذاكر هناك يحارب الشيطان، ويهزم جنوده، فهو خليق بما ذكر من الثواب. اهـ.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 97436.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عون بن عبد الله، قال: ذاكر الله في غفلة الناس كمثل الفئة المنهزمة يحميها الرجل، لولا ذلك الرجل هزمت الفئة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس هلك الناس.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي قلابة، قال: التقى رجلان في السوق فقال أحدهما لصاحبه: يا أخي, تعال ندعو الله ونستغفره في غفلة الناس لعله يغفر لنا, ففعلا, فقضى لأحدهما أنه مات قبل صاحبه, فأتاه في المنام فقال: يا أخي أشعرت أن الله غفر لنا عشية التقينا في السوق.
والله أعلم.