عنوان الفتوى : صرف الأوقات والأموال فيما فيه نفع للمسلمين أولى من صرفه فيما لا نفع فيه
أرجو أن يتسع صدركم لسؤالي. وهو أنني كنت أربي قطة، ومرضت، وماتت، ولكنني أشعر أن موتها بسببي، فهي ماتت بسبب التهاب في المعدة؛ أدى إلى إسهال، وقيء. ذهبت بها إلى المستشفى وعالجتها، ولكن كان المستشفى غاليا، ولكني أكملت علاجها، ودفعت حوالى 500 جنيه، وكانت قد تحسنت بالفعل، ثم وجدتها قد رجع إليها الإسهال مرة أخرى، ولكنه زال بعد أن أعطيتها بعض الأطعمة مثل الأرز، ولم أذهب بها إلى الاستشارة، ثم تكرر هذا الالتهاب مرة أخرى بعد عدة أيام، فامتنعت عن الأكل، فذهبت بها في اليوم التالي إلى الدكتور، وطلب مني فحوصات -والله أعلم- كنت صائمة، وأجهدت، وذهبت بها إلى مختبر بعيد، فأمر طبيب يعمل في هذا المختبر بوضع محاليل، ثم قال لي إن ميعاد العمل قد أوشك على الانتهاء، وأن آتى بها غدا، ولكني صممت، حيث إن المكان بعيد جدا، فتركني فترة، وقال لي إنها نفدت، فأخذت منه عنوان مستشفى آخر. ولأن معي قريبتي وهي مريضة، كما أن الأمر التبس علي، قررت أن أرجع للبيت أولا، وأتصل بالطبيب الأول الذي ذهبت إليه في بادئ الأمر أستشيره. ولكن أثناء رجوعي للمنزل كانت القطة قد ماتت. وأنا الآن أشعر بالذنب، فأقول كان من المفترض أن أذهب بها إلى المستشفى، فهو شيء بديهي أنها تحتاج لمحاليل لتعويض السوائل الكثيرة التي فقدتها، وأتذكر أشياء مثل أني في مرة أطعمتها دجاجا حارا قبل مرضها بعدة أسابيع. أقول يمكن أن هذا هو الذي سبب لها هذا التعب. أشعر بالذنب، وبأنها ماتت بسبب إهمالي. فهل أنا حقا مذنبة؟ وهل توجد كفارة؟ أرجوكم أعلم أن من الممكن أن يستخف أحد بأسئلتي، ولكن الموضوع فعلا أرهق تفكيري.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يصرف اهتمامك لما فيه نفع وفائدة لك، وللمسلمين.
ثم إنك لست مذنبة، ولا ملومة على موت الهرة المذكورة لو تركت علاجها من أصله. فكيف وقد ضيعت وقتك، وأنفقت مالك في سبيل علاجها، إنما الإثم على من تعمد حبس الحيوانات بقصد أذيتها، فلم يطعمها، ولم يسقها حتى تموت، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض. رواه البخاري ومسلم.
وكان الأولى، والأكثر لك فائدة في الدنيا، والأخرى أن تصرفي تلك النقود على من يحتاجها من أفراد المسلمين، وما أكثرهم.
وننصحك بالكف عن الاسترسال في التفكير في تلك الحادثة، وعدم الوسوسة في شأنها.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 273640 .
والله أعلم.