عنوان الفتوى : كفارة من عذب قطة حتى ماتت
أنا عمري 20 عاما، وفي كامل قواي العقلية، ولا أظن أنه علي حرج. وجدت قطة ضعيفة من حوالي 3 أسابيع في طريقي للبيت، وأخذت تلحقني من كثرة الجوع حتي أشفقت عليها، وأخذتها معي لأربيها, علما أني لم أمتلك قطة من قبل. المهم -وبكل صراحة، وأستغفر الله العظيم مما فعلت-: بعد ما احتويتها لآخذ حسنات, لعلها تكون هي السبب في دخولي الجنة، بدأت في ضربها وتعذيبها، وهذا لأنها كانت تتحداني أحيانا، وأنا مع الموقف أنسى الدنيا كلها، وأثبت أني الأقوى، ثم أنتبه وأحس بندم كبير عما فعلت خصوصا أني دائما أتذكر المرأة التي دخلت النار في قطة. وأنا أضربها وأعذبها إذا أظهرتْ أي علامة من علامات التوحش، والشيطان كان يتملكني، وكل يوم أندم وأرفض إطلاقها أتمني من الله أن يهديني وأتوقف عن أذيتها، خصوصا أني أخذتها من باب الرحمة، وطمعا في مرضاة الله. ضربتها حوالي 8 أيام من الثلاثة أسابيع، حتى بدأت في آخر ثلاث مرات بتعذيبها بالخنق المتعمد حتى أشعر أنها تحتاج فعلا التنفس، فأتركها تاخذ نفسها، ثم أعاود الكرّة، وكنت أتركها شفقة، والله بعد تعذيبها يوما أو يومين من دون لمسها ندما وحسرة على ما فعلت، وكل مرة أتذكر المرأة، وكل مرة أستغفر، ولكن رغم كل الرحمة التي في قلبي دائما ما يتغلب علي الشيطان حتي يجعل مني ذلك الوحش، الذي أظن أنه سيدخل النار -والعياذ بالله-. وفي آخر يوم ذهبت للبيت لإطعامها نظرا لأني كنت بالخارج لوقت تجوع فيه، والله ما أرجعني إلى البيت إلا أني كنت أريد إطعامها لأني أحبها، وأنا أطعمها أخطأتْ بجرح يدي، ولكن مع الموقف، ووسوسة الشيطان، أخذت في تعذيبها حتى جئت بسلك شاحن الجوال وشنقتها، فجعلت أشنقها وفي اللحظات الأخيرة أتركها تلتقط بعض الأنفاس حتى ماتت في يدي بعد حوالي 7 شنقات، ولا حول ولا قوة إلا بالله. أنا أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبته، وأدرك أن بداخلي شيطان -والعياذ بالله-. سؤالي: ما هو الحكم عليّ؟ وهل هناك طريقة لتكفير هذا الإثم؟ وما نصيحتكم في كيفية التحكم بهذه النفس الأمارة بالسوء؟ لأن الخير الذي بداخلي أكثر من الشر، لكني أضعف في مسمى "اللحظة" وللأسف. وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بينا بالفتويين: 10495، 50578 تحريم قتل القط ونحوه من غير غرض شرعي، وذكرنا بعض ما جاء في ذلك من الزواجر، وكان بإمكانك إذا لم تتحمل هذه القطة أن تطلق سراحها، وتتركها تأكل من خشاش الأرض.
والواجب عليك التوبة النصوح، والندم على ما فعلت، وقد سبق بيان شروط التوبة المقبولة، وعلامات قبولها في الفتوى رقم: 5450.
ولا تلزمك كفارة، ولا فدية كما في الفتويين الأوليين.
والواجب عليك معالجة النفس بتزكيتها بطاعة الله، وصحبة الصالحين الذين يحضون على الخير، وترك صحبة البطالين، فكلما ازداد العبد إيمانًا قلَّ في قلبه إرادة الشر، ونهاه إيمانه وعبادته عن السوء والفحشاء، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 116629، 156653، 191851.
وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات من موقعنا.
والله أعلم.