عنوان الفتوى : قول: بارك الله فيك، دعاء لا بدعة
سمعت الكثير من الناس ومن العلماء قول "بارك الله فيك " بعد كل سؤال أو نصيحة، فلماذا لا تعتبر بدعة مع أنه يعتبر تخصيصًا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا يعتبر دعاء، والدعاء يشرع في كل وقت، والذي يواظب عليه في مثل ما ذكر السائل لا يعتقد فيه أكثر من أنه دعاء للمستفيد أو للمفيد، وهذا لا إشكال فيه، ولا يعد بدعة، ثم إن الدعاء للمسلم مأمور به في الجملة، فهو من جملة الإحسان إليه، وقد فعل ذلك السلف؛ ففي الحلية لأبي نعيم عن الجوهري، قال: ثنا بكار بن محمد، وابن قعنب قال: "كان ابن عون لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل قال: بارك الله فيك". وعن أزهر "جاء غلام لابن عون قال: فقأت عين الناقة، قال: بارك الله فيك. قال: قلت: فقأت عينها فتقول بارك الله فيك! قال: أقول: أنت حر لوجه الله". وروى أيضًا عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، أنه كان يؤتى بالطعام إلى المسجد، فربما استقبلوه به في الطريق فيطعمه المساكين، فيقولون: بارك الله فيك. فيقول: وبارك الله فيكم. ويقول: قالت عائشة -رضي الله تعالى عنها-: "إذا تصدقتم ودعي لكم فردوا؛ حتى يبقى لكم أجر ما تصدقتم به".
والله أعلم.