عنوان الفتوى : مصاحبة أصدقاء السوء خطر عظيم
السلام عليكمأرجو إجابتي عن حكم شخص كلما أقبل على أمر من أمور الدنيا وجد فيه جانب من المعصية، وهكذا صار حال الدنيا، فإذا خرج مع أصدقائه وارتكبوا المخالفات فهو أمام خيارات: إما أن يسكت عن ذلك أو يفعل ما فعلوه، أو ينصحهم بعدم فعله، فإذا اختار الخيار الأخير وتكرر ذلك عليه في عدة مواضع وجدهم يبتعدون عنه، وكذلك بالنسبة للعمل والبيت و..، فما هي النصيحة هنا ؟ وهل من الجائز أن ينطوي قليلاً على نفسه ويشغلها بالعبادة بعيداً عن الناس؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنما أشرت إليه من الفساد والبعد عن الدين وقلة الأعوان على الخير والطاعة هو سمة من سمات هذا العصر البارزة وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا شك أن مصاحبة أصدقاء السوء خطر عظيم يعرض المسلم للمفاسد والمخاطر في الدنيا والآخرة.
ولهذا ينبغي للمسلم أن يكثف جهوده ويحس بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه، فالمسلم مطلوب منه أن يدعو الناس كلهم إلى الله تعالى، وأن يصلح ما فسد، ويقوم ما اعوج، ويتأكد ذلك في حق الأهل والأقارب والأصدقاء. قال الله تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
ولا ينبغي للمسلم أن يبتعد عن الناس أو ينعزل عن إخوانه وأصدقائه بحجة فسادهم أو انشغاله بالعبادة، فالدعوة إلى الله تعالى والإصلاح من أعظم العبادات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريباً فطوبى للغرباء. رواه مسلم ، وفي رواية للترمذي : الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي.
وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم. رواه أصحاب السنن.
وتأكد أنك إذا صبرت وبذلت الجهد بهدوء ورفق ولين أنك ستؤثر في من حولك، واستعن بالله تعالى ثم بمصاحبة الصلحاء والخيرين، فإن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
والله أعلم.