عنوان الفتوى : اقطعي كل علاقة بهذا الشاب ولو أسلم
أنا فتاة أحببت شاباً مسيحياً وهو أيضا بأكثر مني وقد وعدني بأنه سيسلم فى وقت قريب فأنا بصراحة حدث ما بيننا كل شيء ما عدا الجماع، فما رأي الدين إذا جاء ليتزوجني بعد ما حدث لأني الآن بعدت عنه لكنني أحبه، فماذا أفعل، أرجو الاهتمام بالموضوع، وما حكم التوبة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن التوبة واجبة لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً [التحريم:8]. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة. رواه مسلم. فعليكِ أن تتوبي إلى الله توبة صادقة، وتقطعي كل علاقة بهذا الشاب ولو أسلم وتجتهدي في الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات، قال الله تعالى في صفات عباد الرحمن مبينا خطر بعض المعاصي وجزاء التوبة منها: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68-69-70]، وراجعي في شروط التوبة الفتوى رقم: 5548، والفتوى رقم: 1095. ولا حرج عليك بعد التوبة أن تتزوجي من هذا الشاب إذا تأكدت أنه أسلم حقاً، وعليك أن تحرصي على هدايته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: فوالله لأن يُهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم. رواه البخاري ومسلم. وعليكِ أن تستتري بستر الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن ألمّ فليستتر بستر الله وليتب إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي. هذا ويجب على المسلم أن يبتعد عن مساكنة الكفار لما في الحديث: أنا برئ من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين. رواه أبو داود والترمذي. والله أعلم.