عنوان الفتوى : التبرك بالقبور ذريعة إلى الشرك
هل يجوز التبرك بالقبور؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالتبرك معناه طلب حصول البركة والخير بمقاربة الشيء وملابسته، وهو عبادة من العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف أي يُتوقف عن فعلها حتى يرد بمشروعيتها دليل، والتبرك بالقبور بالطواف حولها والتمسح بترابها وحيطانها وما عليها من الأضرحة والستور ونحوها.. هذا كله غير مشروع لم يثبت به دليل، بل جاءت الأدلة على النهي عنه والتغليظ فيه، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُتخذ قبره عيداً أي يعتاده الناس لسؤال النبي صلى الله عليه وسلم أو التبرك بقبره ونحو ذلك، فقال: لا تتخذوا قبري عيداً، ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً، وحيثما كنتم فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني. أخرجه أحمد وأبو داود واللفظ لأحمد.
وإنما نهى عن الصلاة إلى القبور وبينها سداً لذريعة الشرك الحاصلة بالتبرك بالقبور أو تعظيمها والخروج بزيارتها عن المشروع إلى الممنوع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما نقله عنه صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود 6/23: معنى الحديث: لا تعطلوا البيوت من الصلاة فيها والدعاء والقراءة فتكون بمنزلة القبور، فأمر بتحري العبادة بالبيوت، ونهى عن تحريها عند القبور عكس ما يفعله المشركون من النصارى ومن تشبه بهم من هذه الأمة. انتهى.
والله أعلم.