عنوان الفتوى : أبهى صور العدل والسماحة في الإسلام
أريد معرفة الكثير حول التسامح في الإسلام ؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإسلام هو الدين الذي قامت الدلائل العقلية والنقلية على أنه دين الحق المنزل من عند الله القائم على توحيده، فهو منهج الحياة الذي ينظم علاقة الإنسان بربه وبأخيه الإنسان وبالحيوان وبالمادة وبالكون، وبالجملة فهو منهج يحكم تصرفات الإنسان من المهد إلى اللحد، منهج يربط كل الأنظمة والتشريعات التي تحكم الفرد والمجتمع بما يريده الله من خلقه ويرتب على ذلك الثواب والعقاب، ولو تعقل الناس هذا الدين وتدبروا هذا المنهج الإلهي لكان لهم معه شأن آخر، وهو الطاعة والاستسلام والرضا والقبول.
ولكن عندما يصطدم هذا المنهج بشهوات الناس وأهوائهم يصدون عن مبادئه؛ بل ربما أدى بهم ذلك إلى مهاجمته وإثارة الشبهات حوله ونشر الأكاذيب عنه لصد الناس عنه أو لزعزعة أصوله ومبادئه لدى معتنقيه، يفعلون ذلك بغياً وظلماً وحسداً من عند أنفسهم، ومن نظر بعين الإنصاف إلى أحكام الإسلام ومسيرة حكمه في التاريخ رأى أبهى صور العدل والإنصاف والسماحة واحترام آدمية الإنسان وكرامته، ورأى أنه منهج جاء بالطهارة والزكاة والبذل والإنفاق والتعاون والتكافل والتراحم والتناصح والمودة والإحسان والطهر والعفاف والسماحة والبشارة، وحارب الربا والشح والأثرة والفردية والتخاصم والتناحر والتباغض والتفاضح والظلم والبغي والدنس والقذارة.
وأنه المنهج الوحيد الذي سمح بقيام مجتمع عالمي تعيش فيه الديانات الأخرى تحت سلطان الإسلام مصونة الأنفس والأموال والأعراض.
ومن يثير الشبه حول الإسلام وسماحته اليوم مغالط للحقائق، يأتي إلى قضية معينة ويسلط الضوء على حكم الإسلام فيها متهماً له بالجور والحيف، وهذا من الظلم الذي لا يقبله عقلاء البشر في الحكم على القضايا والجهات، بل لا بد من تمحيص القضية والنظر في أطرافها وأبعادها وأسبابها ومؤثراتها حتى يخرج بحكم صادق فيها.
ولو أعطيت هذه القضايا حقها من النظر لظهر أن الإسلام مظلوم الظلم الواضح من قبل الآخرين، ولتجسدت عدالة كل قضية يتبناها الإسلام ويدعو إليها.
والله أعلم.