الإسلام.. دين الذوق والرقي والحضارة
مدة
قراءة المادة :
17 دقائق
.
الإسلام دين الذوق والرقي والحضارةكثيرون مَن يعتبر أن مسألة "الذوق" هذه تخضع للطبائع والأعراف فقط، ولا علاقة لها من قريبٍ أو بعيدٍ بالدِّين، والحقيقة أقول: إنَّ هذه مُغالطة؛ فالدِّين - أعني الدين السماوي - جاء مهذِّبًا للفِطَرِ، مراعيًا للشعور، منقِّحًا للأعراف مع اختلافها.
وقد فطَر الله الخلق على اختلاف طبائعهم يَحدوهم الوازع الداخلي، الذي لو فطنوا له لوفَّروا على أنفسهم مشقَّة البحث عما يجب أن يوضَع في الاعتبار عند مُخالَطة الآخر، وما يجب ألا يوضع، ضاربين بالنظريات والدراسات التي راحت تُحلِّل الشخصية الإنسانية وسماتها عرض الحائط؛ ذلك أن الله - سبحانه وتعالى - هو خالق النفس البشرية، وهو سبحانه وحده العالم علمَ اليقين بما يُصلحها ويُفسدها؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وقد وضع لها ما يُناسبها على مرِّ العُصور والأزمان.
إن مسألة "الذوق" بادئ ذي بدْء تحتاج إلى ضبطٍ؛ خشيةَ أن تَنتشر بانتشار الأفهام والأزمان،"فالذوق" - كما في لسان العرب -: "مصدر ذاق الشيء يَذوقه ذوقًا وذواقًا ومذاقًا، فالذواق والمذاق يكونان مصدرَين، ويَكونان طعمًا؛ كما تقول: ذواقُه ومذاقُه طيِّب، والمَذاق: طعم الشيء، والذَّواق: هو المأكول والمشروب، ومِن المجاز أن يُستعمل الذوق - وهو ما يتعلَّق بالأجسام - في المعاني؛ كقوله تعالى: ﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ﴾ [الدخان: 49]، وقوله - عز وجل -: ﴿ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ﴾ [التغابن: 5]، وأذقتُه إياه، وتذاوَق القوم الشيء كذاقوه؛ قال ابن مُقبِل:
يَهززْن للمَشْي أوصالاً مُنعَّمةً
هَزَّ الشمالِ ضُحًى عيدانَ يَبْرِينَا
أو كاهتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَذاوَقَهُ
أَيدِي التِّجارِ فَزَادُوا مَتْنَهُ لِينَا"[1].
وورَد في "المعجم الوسيط": (في الأَدب والفنِّ): "حاسَّةٌ معنوية يصدر عنها انبساطُ النفس أَو انقباضها لدى النظر في أثرٍ من آثار العاطفة أَو الفكر، ويُقال: هو حسن الذَّوق لِلشِّعر"[2].
ومما سبق يتبين لنا أن "الذَّوق" كما يكون في المحسوسات، يكون أيضًا في المعاني، ولما كانت رسالة الإسلام هي الرسالة السماوية الخاتمة بل والخالدة، فإنها راعت - أيما مراعاة - مسألة "الذوق" هذه وحثَّت عليها، مُعتبرةً الرقيَّ بالذوق من معالم التطور الفكري والنُّضج الإسلامي؛ فهي ليست مِن نافلة القول والفعل - كما قد يتصور البعض - "فالذوقيات ومراعاتها ليست أمرًا عارضًا في دينِنا، وليست على هامشٍ ضيِّق منه، بل هي أصل أصيل منه، وجزء مَكين فيه، وهالة عظيمة تُحيط بدوائر الأمر والنهي فيه"[3]، ولمَ لا وقد جاء الإسلام للخروج بالإنسان من طَور التقليد الأعمى للآباء؟ بدايةً مِن موروثاتهم العقائدية؛ ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]، مرورًا بعاداتهم اليومية وأخلاقهم؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23].
وقد تعدَّدت صور اهتمام الإسلام - بوصفه الدين السماوي الخاتم - بالذَّوق، وأخذ ذلك عدة أشكالٍ؛ أهمها:
1 - مراعاة الإسلام للذَّوق العام؛ بعدم اختراق النظُم العامة المعمول بها ما لم تتعارضْ مع شرع الله؛ وذلك كالاهتمام بتهذيب شهوة الطعام لدى المسلمين، وعدم النَّهَم بما يُظهر المسلمَ في وضعٍ يَنتقده عليه مُجالِسوه، لا سيَّما إن كانوا على غير الإسلام؛ روى الترمذي في سُننه من حديث المِقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا مِن بطن، بحسب ابن آدم أكلاتٌ يُقمْن صلبَه، فإن كان لا محالة فثلُثٌ لطعامِه، وثلُثٌ لشَرابه، وثلُثٌ لنفَسِه))[4].
بل كان النبي يُهذِّب الصبية إذا ما وقعوا فيما يناقض "الذَّوق"، كما في حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، قال: كنتُ غلامًا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: كنتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفَة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، سمِّ الله، وكُلْ بيمينِك، وكُلْ ممَّا يَليك))، فما زالت تلك طِعمتي بعد[5]، وما رواه الترمذي أيضًا من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: تجشَّأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((كُفَّ عنا جُشاءك[6]؛ فإن أكثرهم شبعًا في الدُّنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة))[7].
وقد ورَد في حكْم التجشُّؤ أنه ليس محرَّمًا، وإنما يعدُّ فِعلُه خلاف الأدب، لا سيَّما إن كان بحضرة الآخَرين؛ حتَّى لا يتأذَّوا من الصوت والرائحة، ويتأكَّد استهجان هذا العمل إذا كان في بيئة تَستهجنه وتَسترذل مَن يتعمَّده، أو يتساهل فيه؛ ولذا راعى النبي هذا لعدم إيذاء الآخَرين ومُراعاةً للذَّوق معهم.
• وما يَنطبق على الطعام يَنطبِق على الملبَس؛ بألا يرتدي المسلم ما يخرق به "الذَّوق" العام - ولو كان مباحًا - كأن يَرتدي قميصًا ألوانه منفِّرة، أو مرقَّعًا يملك غيرَه، أو ما لا يَستُر عورته؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، و"الزينة: ما يتزيَّن به الناس من الملبوس، أُمروا بالتزين عند الحضور إلى المساجد للصلاة والطواف، وقد استدلَّ بالآية على وجوب ستْر العورة في الصلاة"[8]، فقوله: "الزينة: ما يتزيَّن به الناس من الملبوس"، فيه معنى المواطَأة والمُعاهَدة، فيخرج غيرُ المعهودِ والمستغربُ مِن الثياب، ولا يَخفى أيضًا أن ترك الزينة التي هي بمعنى "ستر العَورة" يعدُّ مُخالفةً شرعيَّةً، ناهيك عن لبس ما يَدعو للتحزُّب والتفرُّق، أو السُّخرية على الآخَرين، أو غير ذلك مما نهى عنه الشرع وزجَر.
2 - حثَّ الإسلام أيضًا على الاهتمام بأن تكون لدى أتباعه لمسة فنية في اكتساب المهارات، والتعامُل مع الأدوات، واقتناص الفُرص، واستغلال المُتاح من الإمكانيات لإخراج أجود ما يُمكن، مما يفرض عليه دائمًا التجدُّد ومتابعة الجديد، وهو ما يعدُّ تماشيًا مع "الذَّوق" العام إن لم يكن ذوقًا مستقلاًّ، بل وسابقًا، ويظهر ذلك جليًّا فيما يلي:
أ - في العمارة الإسلامية التي فاقت بذوقها عمارات كثيرة لمن يُشهد لهم بالسبقِ في هذا؛ كالمدرسة البيزنطية والفارسية والقِبطية، فكما يقول أحد الباحثين: "لقد استَفاد العرب المسلمون من التقانات والأنماط التقليدية التي كانت سائدة في البلاد التي فتحوها في إشادة المباني والمنشآت، وذلك في الفترة الأولى من المدرسة الإسلامية، ثم ما لبثتْ أن تبلورت مدرسة فنية متكاملة تَحمل هُويَّة مُتجانسة على البلاد الإسلامية قاطبة، وصار من الصعب معرفة الأصول المقتبسة منها، فتميَّزت عن غيرها من المدارس الفنية، لا سيما في البُعد الفكريِّ وما تفرَّدت به مِن القِباب وفنِّ الرقش (الأرابيسك) وغير ذلك"[9].
وما خطَّه لنا المؤرخون في صفحات التاريخ، وما بقي مِن نماذج للعمارة الإسلامية مما حفَلَت به الخلافة الأموية والعباسية والأندلسية وغيرها - لَخيرُ دليل.
ب - استحباب التطيُّب؛ فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((حُبِّب إليَّ من دُنياكم النساء والطيب، وجُعلت قرَّة عيني في الصلاة))[10].
جـ - الحِرص على حُسن المظهَر ولبْس أجود الثياب، لا سيما البِيض منها؛ فالثياب البيضاء تتَّفق مع "الذَّوق" العام مهما اختلفَت طبائع الناس، ولا تَترك في نفس الرائي إلا الصفاء والنقاء، ناهيك عما تُظهره من جمالِ المنظر وحُسْن الطلعة؛ فقد رُوي عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((البسوا ثياب البياض؛ فإنها أطهَر وأطيَب، وكفِّنوا فيها موتاكم))[11].
د - وأيضًا حثَّ الإسلام على انتقاء ما يُسمَع ويُشاهَد، بل وما نُسمِعْه غيرَنا ونَجعلهم يُشاهدونه، محذِّرًا مما يَخدش "الذوق" العام أو يُجافي الحياء؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وأن نلتزم بأدبيات السماع والمُشاهَدة بألا نفرض ذوقَنا على الآخرين إلا إذا رضوا هم.
هـ - النداء بأحب الأسماء والألقاب والكُنى، لا سيَّما مع الزوجة، والتبسُّط معها، وتدليلها ومُناداتها بما تُحبُّ؛ فقد كان الرسول يُنادي على عائشة بقوله: ((يا عائش))، وهو نداءُ تَرخيم، وفيه معنى التسهيل، بل اعتبر الإسلام اختيار الأسماء الحسَنة حقًّا للمَولود.
و - بل تعدَّى ذلك بألا نُفزِع حتى الحيوانات أثناء الذبح، وفي هذا ما لا يَخفى مِن الرقيِّ والرحمة و"الذوق" حتى مع غير الإنسان؛ فعن أبي يعلى شداد بن أوس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الله كتَب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتُم فأحسِنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليُحدَّ أحدُكم شفرتَه، وليُرِح ذبيحتَه))[12].
3 - ولأن رسالة الإسلام ليست جامدة، فلم تقف عند مراعاة "الذوق" في حدود الأمور المرئية والمسموعة وغيرها من المحسوسات فقط، بل تعدَّت ذلك للوجدان، ويظهر ذلك في أمور، منها:
أ - ألا يُحرج أحدُنا غيرَه ولا يسخر منه؛قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].
ب - عدم مُقاطَعة الآخرين أثناء الحديث؛ لأن ذلك يُنافي "الذَّوق"، ويُوقع الآخر في حرَج؛ فقد نهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحاسَدوا، ولا تقاطَعوا، ولا تدابَروا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث))[13]، والمقاطَعة هنا بالهَجر وأثناء الكلام أيضًا، كما قرَّر العلماء، بل إنَّ جميع المنهيات المذكورة في الحديث تجنُّبُها يورث التآلف والتوادَّ، وينزع أسباب التباغُض والشقاق.
جـ - ومِن مُراعاة الإسلام للذوق أيضًا عدم الولوج مباشرة على الآخَرين دونما استئذان ولو على أهل بيته، لا سيما إن كان عائدًا من سفر؛ فقد ورد النهي للمسافر عن أن يأتي أهله ليلاً أو على حين غفلة منهم؛ وذلك لئلا يَرى منهم ما لا يسرُّه، فيؤدي ذلك إلى النفرة منهم؛ فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يأتي الرجل أهله طروقًا"[14].
وفي رواية مسلم: ((إذا قدم أحدكم ليلاً فلا يأتينَّ أهله طروقًا؛ حتى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ، وتَمتشط الشعثة)).
ولمسلم أيضًا في رواية أخرى: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يَطرق الرجل أهله ليلاً يتخوَّنهم أو يلتمس عثراتهم"، وإذا كان هذا مع أهل بيته، فمع من سواهم أولى؛ ولذا شُرع الاستئذان قبل الدخول صيانةً للعَورات؛ ففي الحديث: ((إنما جُعل الاستئذان مِن أجل البصر))[15]، ولعدم اقتحام البيوت؛ لأن في هذا انتهاكًا للذوق؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: 27].
بل راعى الإسلام ما هو أبعد من ذلك؛ ففي حال الاستئذان للدخول ينبغي ألا تُزعج صاحب البيت بالطَّرق على الباب، وارتفاع صوتك بالنِّداء عليه، وغير ذلك مما يَتنافى مع الذَّوق؛ فشرع الاستئذان ثلاثًا، فإنْ لم يؤذَن لك فلتَرجع؛ فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أستأذَن أحدكم ثلاثًا فلم يُؤذَن له، فليرجع))[16]، وعلى المُستأذن ألا يستقبل الباب بوجهِه، ولكن يَمينًا أو يسارًا؛ فعن عبدالله بن بُسْر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى باب قوم، لم يَستقبل الباب من تِلقاء وجهه، ولكن مِن ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: ((السلام عليكم))"[17]، وغير ذلك الكثير من أدبيات الإسلام في الاستئذان كمكان جلوس الضَّيف، ومدة المكْث عند المُضيفِ، مما سبق به الإسلام ويعتبره الغرب اليوم من الأدبيات و"الإتيكيت".
4 - وفي مدارج النمو بالإنسان، راعى دينُنا الحنيف الآخر مهما كانت حالته "فقيرًا أو ضعيفًا، عالمًا أو جاهلاً، رجلاً كان أو امرأةً أو طفلاً، مسلمًا كان أو غير مسلم"، وأنزَل كلاًّ منزلتَه، ووضَع ضوابط عامة للتعامل بما يخدم "الذوق" العام ويُحقِّق التكامل في المجتمع؛ بعدم التعالي والازدراء، وحسْن الظن بالآخرين، معتبرًا أن المعيار بين المسلمين وبعضهم "التقوى والعمل الصالح"، وبينَنا وبين غير المسلمين "عدم الضرر".
هذا مما سبق به الإسلام؛ الدين الذي قنَّن للذوقيات وراعى مشاعر الآخرين، دين باشرتْ سماحته وذوقه شَغاف القلوب؛ فأقبل عليه الناس من كل حدب وصوب، دين راعى الإنسان كإنسان، فبعَث الله النبي رحمة "للعالمين"، دين يأمر بالعدل حتى مع غير المسلم، بل مع غير الإنسان، دين يدعو للرقي ويراعي الآخر ويحافظ على شعوره، ويجرِّم التعدي عليه ولو بالكلمة والهمزة واللمزة، دين يدعو إلى التفكير وحسن التدبير، دين يَدعو إلى ترتيب الأفكار وتهذيب الطباع، إنه دين الإسلام، دين الذَّوق والرقيِّ والحَضارة.
[1] لسان العرب، دار صادر، طباعة سنة 2003، مادة: "ذوق".
[2] المعجم الوسيط، (ص: 329)، طبعة مجمَع اللغة العربية.
[3] من كتاب "ذوقيات إسلامية" م.
عبداللطيف محمد سعد الله البريجاوي، دار الإرشاد للنشر، بتصرف يسير.
[4] (ص: 390) برقم 2380، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وحسنه الحافظ في الفتح (9/ 528).
[5] مُتَّفَق عليه، البخاري رقم 4982.
[6] جاء في المصباح المنير: "تجشَّأ الإنسان تجشُّؤًا، والاسم الجشاء، وزان غراب، وهو: صوت مع ريح يَحصل من الفم عند حصول الشبع" انتهى.
[7] (ص: 404) برقم (2478)، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير.
[8] الشوكاني في فتح القدير، بتصرُّف يسير.
[9] من مقال: رضوان طحلاوي لموقع "قصة الإسلام" بتصرُّف يسير.
[10] الحديث صحيح، وقد رواه النسائي (3939) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وصححه الحاكم (2/ 174)، ووافقه الذهبي، وصحَّحه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/ 15) و(11/ 345).
[11] رواه أحمد والنسائي، والترمذي وصحَّحه (ص: 109) باب ما جاء في لبس البياض برقم 2810.
[12] رواه مسلم، الجزء الأول، حديث رقم 379.
[13] رواه البخاري، حديث رقم 256.
[14] متفق عليه.
[15] متفق عليه.
[16] متفق عليه.
[17] رواه أبو داود وصحَّحه الألباني.