عنوان الفتوى : هل تجزئ معالجة المعين بمصافحته بيد مبتلة بماء مقروء عليه
سؤال: لا أريد أن أقول لشخص: اشرب من هذا الماء الذي تمت القراءة عليه؛ لأني أشعر بأن هذا قد يسبب له الإحراج، إذا ما غسلت يدي به، وقمت بمصافحته مثلا، أو لمس شيء سوف يستعمله. هل بهذه الطريقة أكون قد فعلت الصواب بإعطائه من الماء دون إحراجه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنا لم ندر عن حال الشخص المذكور هل هو مصاب بالعين، أو بمرض آخر، ولكنه تشرع قراءة الرقية على ماء، ويشرب منه المريض، ويغسل بعض أعضائه.
كما جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح: قال صالح -يعني ابن الإمام أحمد- رحمهما الله تعالى-: ربما اعتللت، فيأخذ أبي قدحًا فيه ماء، فيقرأ عليه. ويقول: لي اشرب منه, واغسل وجهك، ويديك .... اهـ.
وأما في علاج العين، فلا يكفي مجرد قيامك بمصافحة الشخص بيدك المبتلة بماء قرئ عليه، عما يطلب شرعا من اغتسال المصاب بالعين. فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ، ثم يغسل منه المعين.. رواه أبو داود. بإسناد صحيح على شرط البخاري ومسلم. كما قال النووي في الأذكار، وصححه الألباني.
وعن أبي أمامة سهل بن حنيف أنه قال: رأى عامر بن ربيعة، سهل بن حنيف يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة (يعني من شدة بياضه) فلبط (أي صرع، وسقط على الأرض) سهل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله؛ هل لك في سهل بن حنيف، والله ما يرفع رأسه، فقال: هل تتهمون له أحداً؟ قالوا: نتهم عامر بن ربيعة. قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامراً، فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه؟! ألا بركت، اغتسل له، فغسل عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح سهل مع الناس ليس به بأس. رواه مالك وأحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
والله أعلم.