عنوان الفتوى : دلالة مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على الفعل
أفعال الرسول (صلى الله عليه وسلم) خمسة أقسام وسؤالي في قسمين منها الثالث والرابع، (أفعاله صلى الله عليه وسلم المطلقة والأخرى التي جاءت تفصيلا لمجمل أو تقييدا لمطلق): عموماً هل أي فعل قام به الرسول (صلى الله عليه وسلم) سواءً في القسم الثالث أو الرابع وواظب عليه طوال حياته ولم يثبت أنه تركه يعني أنه واجب؟ حيث يمكن أن يحتج بهذا البعض قائلين بأن كل فعل التزم به الرسول (صلى الله عليه وسلم) طوال حياته ولم يثبت أنه تركه (صلى الله عليه وسلم) مرة واجب دون النظر في أي أدلة أو آراء بعد ذلك. أرجو تقوية أي كلام بأدلته وبكلام العلماء فيه ما أمكن ذلك. وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا لك أقسام فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم كل قسم، وذلك في الفتوى رقم: 293140.
وأما هل مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على الفعل تدل على وجوبه، فالجواب: أن بعض العلماء يرى أن مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الفعل وعدم تركه طريق للعلم بوجوب ذلك الفعل، إن لم يكن هناك دليل آخر يدل على عدم وجوبه، جاء في البحر المحيط للزركشي ـ في تعداد الطرق التي بها تعرف جهة الفعل من كونه واجبا ومندوبا ومباحا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ: وأما الخاص بالوجوب، فعرف بطرق... رابعها: أن يداوم على الفعل مع عدم ما يدل على عدم الوجوب؛ لأنه لو كان غير واجب لأخل بتركه. اهـ.
والله أعلم.