عنوان الفتوى : بغض الصحابة كفر ونفاق وطغيان
إخوتي الكرام تتردد كثيرا لدينا نحن الجزائريين نكتة مضحكة تسيء إلى الصحابة والتابعين.. وكنا لا نملك إلا أن نضحك عليها ..هل يجوز لنا الضحك؟ هل نعاقب على ذلك؟ وماذا نفعل إزاء ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن للصحابة من المنزلة والفضل مالا يخفى على أحد من المسلمين، فقد نطق كتاب الله بالثناء عليهم وجاءت السنة ببيان عظيم مكانتهم ووجوب حبهم واحترامهم، ووجوب الحذر من سبهم والتنقص من قدرهم.
قال الطحاوي في عقيدته: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولانفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
وقد سبق ذكر النصوص من الكتاب والسنة الدالة على فضلهم وذلك في الفتوى رقم: 2429.
وإذا كان الصحابة في هذه الدرجة من الشرف فكيف يجرؤ مسلم عرف قدرهم على الاستهزاء بهم والسخرية منهم وجعلهم مثاراً للتفكه والتندر والضحك، فإن الاستهزاء بعامة المؤمنين من أعظم الجرائم وأكبر الإثم، فكيف إذا كان استهزاء بمن اختارهم الله تعالى ليكونوا وزراء نبيه يقاتلون عن دينه، فإن هذا لا يكون إلا ممن انطمست بصيرته وانطفأت جذوة الإيمان في قلبه فأصبح يرى المنكر معروفاً والمعروف منكراً.
فقد ذم الله تعالى قوماً صدر منهم مثل ذلك في عهد النبوة فقال لهم: لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:66].
وانظر لمعرفة سبب نزول هذه الآية الفتوى رقم:15399.
فالواجب على من صدر منه مثل هذه الأفعال التوبة إلى الله تعالى والدعاء للصحابة والترضي عنهم رضي الله عنهم فإن الحسنة تمحو السيئة.
والله أعلم.