عنوان الفتوى : حكم تعلم المرأة على يد شيخ

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا طالبة في الجامعة، درسني أحد الشيوخ التربية الإسلامية وبفضله اهتديت إلى الحجاب وإلى أمور كثيرة جداً لم أكن أعرفها عن الإسلام.. ولكن المشكلة بعد انتهاء ذلك الفصل الدراسي أحس بأني متعلقة به فأريد تعلم المزيد منه من أمور الدين بل أريد تعلم كل شيء عن الإسلام، ولكن كيف وهو رجل وأنا فتاة؟؟ وكيف أتخلص من الشكوك التي تراودني من حين إلى آخر لأخلع الحجاب وأسمع الأغاني كما تفعل كل الطالبات في الجامعة؟؟ فمنذ أن لبست الحجاب وابتعدت عن سماع الأغاني والموسيقى وأنا أعيش منزوية، لا أحد يريد الخروج معي فكلهم يخجلون من المسير معي وخصوصاً أنا أعيش في أسرة غير متدينة فكل من حولي يسمع الأغاني والفتيات يخرجن متبرجات، أفيدوني أرجوكم ..؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فبدايةً نهنئك على ما منَّ الله به عليك من لبس الحجاب والبعد عن سماع الأغاني، ثم نقول: إذا أمكنك التعلم من هذا الشيخ أو من غيره مع عدم وجود محظورات شرعية من خلوة أو إطلاق للنظر أو ريبة فلا حرج، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم النساء ويخصهنَّ بيومٍ، كما في صحيح البخاري عن أبي سعيد رضي الله عنه: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهنَّ يوماً لقيهنَّ فيه فوعظهنَّ وأمرهنَّ... الحديث.
أما إذا وجدت خلوة أو محظور من المحظورات التي أشرنا إليها أو غيرها فلا يجوز؛ لأن ذلك ذريعة إلى الفساد، وقد قال صلى الله عليه وسلم في التحذير من هذا: كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع، ألا إن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه. رواه مسلم.
وينبغي أن يتعلق قلبك بالله دون ما سواه، فهذا مقتضى شهادة ألا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي تألهه القلوب رجاءً وخوفاً ومحبة وتعظيماً وتوكلاً، فمتى تعلق القلب بغير الله نقص من توحيده بقدر هذا التعلق، ولهذا لم يحك الله هذا التعلق إلا عن المشركين، كما قال عن امرأة العزيز في عشقها ليوسف عليه السلام: قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً [يوسف:30]، وقال عن يوسف عليه السلام الذي كمل تعلقه بالله: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24].
وتتميماً للفائدة انظري الفتوى رقم:
9360.
واعلمي - وفقك الله - أن القليل من الناس هم الذين يسلكون طريق الحق، كما قال عز وجل: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سـبأ:13]، وقال جل وعلا أيضاً: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنعام:116].
وكم في القرآن من قول الحق سبحانه: وَلَكنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ [الأنعام:111]، فلا تستوحشي من انصراف من انصرف عنك، فلا يضرك كثرة الهالكين ولا قلة السالكين، فقد قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء. وقلة السالكين الذين يسلكون سبيل الله إنما هو بالنسبة لكثرة الهالكين، وإلا فيمكنك بحمد الله أن تجدي لك أخوات مؤمنات فاضلات يشددن من أزرك، ويشركنك في أمرك، ويكنَّ بعد الله خير عون لك، وانظري الفتوى رقم:
27921، والفتوى رقم: 28973.
والله أعلم.