عنوان الفتوى : مرافقة الشاب للفتاة في الذهاب إلى الجامعة إذا انتفت الخلوة
لي زميل في كليتي يذهب إلى كلية على نفس طريقي ومواصلاتي، بمعنى أن الباص الذي نركبه واحد، والطريق الذي نمشيه إليها واحد، ومواعيد الحضور واحدة، فهل يجوز أن يتفق معي على أن نذهب معًا في المواصلات، ونمشي في الطريق؟ علمًا أنه ليست هناك خلوة في المواصلات، والطريق؛ وهذا يحميني من الاحتكاكات في المواصلات مع الرجال الغرباء، الذين من الممكن أن يجلسوا بجانبي ويضايقوني، ويحميني كذلك من معاكسات الطريق التي ألقاها عندما أذهب وحدي، وهو لا يتجاوز أبدًا في جلوسه بجانبي، ومشيه معي؛ فهو من الزملاء المحترمين، ولا يوجد أي نوع من المشاعر، أو الحب بيننا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نرى جواز اتفاقك مع زميلك على الذهاب معًا إلى الكلية، ولو كانت الخلوة منتفية، فليس المحظور فقط هو الخلوة، ولكن المحظور كل ما يؤدي إلى الفتنة؛ ولذلك نصّ بعض أهل العلم على عدم جواز مكالمة الشابة الأجنبية لغير حاجة؛ لكونه باب فتنة، قال الخادمي -رحمه الله- في كتابه: بريقة محمودية (وهو حنفي) قال: التكلم مع الشابة الأجنبية، لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة. اهـ.
ولا ريب في كون مثل هذا الاتفاق باب إلى الفتنة، فاحذري من استدراج الشيطان، واتباع خطواته، واحرصي على البعد عن مواطن الفتن.
فإذا كنت تخشين على نفسك، فليصحبك أحد محارمك في الذهاب والإياب.
واعلمي أنّ الاختلاط في الجامعات، وغيرها بين الشباب والفتيات، أمر منكر، يجرّ إلى المجتمع كثيرًا من البلايا والفتن، ويفتح أبواب الفساد والشرور.
وإذا كانت هناك حاجة للدراسة في الأماكن المختلطة، فالواجب مراعاة أحكام الشرع وآدابه في التعامل بين الفتيات والشباب الأجانب، وراجعي الفتوى رقم: 2523.
والله أعلم.