عنوان الفتوى : حكم قول: يا رمضان اشفع لنا عند ربك
لدينا الإمام في دعاء الختم في رمضان صار يدعو ببعض الدعوات الغريبة منها أنه قال : يا رمضان اشهد لنا عند ربك ، ويغلب على ظني أنه قال : واشفع لنا ، أو أدخلنا الجنة من باب الريان ، وكذا في هذا المعنى ، فهل هذا يعد شركاً؟ علما أنه يغلب على ظني أو شبه متيقن أن هذا الإمام يعلم أن رمضان لن يدخله الجنة أو يشفع له دون إذن الله فما حكم هذا ؟ وكذا من دعا النبي صلى الله عليه وسلم وسأله الشفاعة ، لكنه يعلم أنه لن يشفع له ويدخله الجنة إلا بإذن من الله فهل هذا يعد من الشرك ؟
الحمد لله
أولا:
لا يجوز أن تطلب الشفاعة في الدنيا من ميت أو غائب ، ولو كان قد ثبت أنه شفيع في الآخرة ، فلا يجوز أن يقال: يا رسول الله اشفع لي، أو يا ملائكة الله اشفعوا لي، مع أن الملائكة والنبيين سيشفعون يوم القيامة ؛ لأن طلب الشفاعة إنما يكون في وقته ، حين يكون النبي حيا حاضرا، فيأتيه الناس فيقولون له: اشفع لنا عند ربك، كما جاء في حديث الشفاعة المشهور .
وأما الطلب الآن فهو طلب من غائب ، لم يؤذن في الطلب منه، فيكون ممنوعا داخلا في عموم تحريم سؤال غير الله ودعائه .
ولهذا لم يرد عن أحد من الصحابة أنه طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته.
وطلب الدعاء أو الشفاعة من الميت، بأن يقول: ادع الله لي، أو اشفع لي عند ربك، فيه خلاف هل هو شرك أو ذريعة إلى الشرك .
وأما الطلب المباشر من الميت كقوله: فرج كربي، أو اقض حاجتي، أو أعني، أو المدد، فهذا شرك أكبر ، اتفاقا.
وينظر: جواب السؤال رقم : (153666) ، ورقم : (169862).
وينظر أيضا : للفائدة : (260592) .
ثانيا:
لا يجو أن يقال: يا رمضان اشفع لي؛ مع ما ثبت من أن الصيام يشفع يوم القيامة لأصحابه؛ لأن رمضان هو الشهر، والشهر لا يشفع ، ولأنه لم يؤذن في مخاطبة الشفيع والطلب منه، ولأن ذلك داخل في سؤال غير الله والأصل منعه.
سئل الدكتور خالد المشيقح حفظه الله: "
ما حكم طلب الشفاعة من غير الله فلقد استشكل علي حكم هذه الرسالة: (رمضان يا كريم اشفع لي عند رب رحيم....الخ)؟.
فأجاب: لا شك أن هذا بدعة، وطلب الشفاعة من حي قادر لا بأس به، كما لو قلت: اشفع لي أن يغفر الله لي: يعني ادع لي أن يغفر الله لي ، فهذا لا بأس به، وطلب الدعاء من الغير محل خلاف بين أهل العلم، لكن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- إذا قصد الطالب نفع الداعي فإن هذا جائز ولا بأس به إن شاء الله.
أما أن يطلب الشخص من الأموات أن يشفعوا له عند الله عز وجل : فهذا لا شك أنه محرم ، ولا يجوز.
وبعض العلماء جعله من الشرك الأكبر، وبعضهم جعله من الشرك الأصغر.
وطلب الشفاعة من رمضان محرم ونوع من الاعتداء في الدعاء؛ لأن رمضان لا يشفع ، وإنما الوسيلة برمضان هي أن يتقي المسلم ربه -عز وجل- فيه. فهذا هو الذي يقرب الشخص إلى الله –عز وجل- إذا امتثل أمره واجتنب نهيه. وبالله التوفيق" انتهى من:
https://goo.gl/7DVH1d
وأما قوله: يا رمضان اشهد لنا، فليس فيه طلب حقيقي فيما يظهر، والأولى تركه.
وينظر: جواب السؤال رقم : (237968) .
والله أعلم.