عنوان الفتوى : هل الاطلاع على الأسئلة السابقة للامتحانات يعد غشًا؟
أنا طالب خريج هندسة, اكتشفت خلال دراستي أن هناك مشكلة كانت ستحول بيني وبين التخرج، لكن الله لطف، ومشكلتي أني ضعيف، ولا أدري من أي ناحية بالضبط؟ هل ذاكرتي الضعيفة؟ أم إني لست ذكيًّا؟ أم مسحور أم أين المشكلة؟! نعم أدرس وأفهم لكن لست مثل دفعتي، وتخرجت -ولله الحمد-، ولا زلت على هذه الحالة، وبدأت الآن حرب الوظائف, وهناك شركة عالمية تعطي الأولوية لمن يجتاز اختباراتها العالمية، وأنا أقدر أن أدرس كتبهم، وأفهمها لدرجة ممتازة، وقد درست أحد كتبهم بالفعل، وفهمته جيدًا، لكن كما شرحت بالأعلى عندما أدخل قاعة الاختبار تطير المعلومات من رأسي، وقد لاحظ هذا الموضوع الدكاترة والطلاب، وأبدوا استغرابهم, أضف إلى هذا أني بطيء الفهم، والحل؛ مما يضيع عليّ الوقت في الامتحان، نعم، أستطيع أن أفهم المادة، لكن اختباراتهم صعبة جدًّا – امتحانات الشركة - على مستواي، بل حتى على مستوى دفعتي المتفوقين، فهل يجوز لي دراسة المنهج، وفهمه جيدًا، ومن ثم الاطلاع على أسئلة الاختبار التي تكون موجودة على الإنترنت، والتي قد تغضب الشركة -لست متأكدًا من ذلك-, ومن ثم دخول الاختبار والنجاح فيها؟ وماذا لو افترضنا أن الشركة واقفة ضد هذا السلوك، فهل مستواي ومشكلتي الغريبة التي حال مستواي المادي من تشخصيها يكون شافعًا ومبيحًا لي أن أستعمل هذه الأسئلة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن من المعلوم أن الغش من الأمور المحرمة شرعًا، والأدلة على ذلك متضافرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا. أخرجه مسلم.
ومن الغش المحرم: الغش في الامتحانات، ونحوها.
وظروف الطالب من بطء الفهم، والحل، أو صعوبة الأسئلة، أو غيرها من الظروف، لا تسوغ الغش في الدراسة، والامتحانات.
لكن تبقى قضية: هل الاطلاع على الأسئلة السابقة للامتحانات يعد غشًا؟
المعروف، والمعهود عند الجهات التعليمية أن ذلك من المأذون فيه، وليس من الغش، كما سبق في الفتويين: 97441، 159275.
لكن لو فرض أن الجهة الممتحنة تمنع الاطلاع على أسئلة الامتحان السابقة، ولا تأذن فيه، فحينئذ يعد الاطلاع عليها من الغش.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 10150، والفتوى رقم: 2937.
والله أعلم.