عنوان الفتوى : سفر المرأة بالطائرة دون محرم
الزوجة عند أهلها في بلد آخر من أجل العلاج، وزوجها لا يستطيع السفر إليها؛ لأنه ليس لديه إقامة، ولا يستطيع تأجير بيت، أو شراءه بسبب الغلاء في ذلك البلد، والزوج قال لزوجته: إنه لا يستطيع الصبر أكثر من شهرين، ولقد مضى على مكوث الزوجة عند أهلها خمسة أسابيع تقريبًا، والزوجة تخاف أن ترتكب هي وزوجها الذنب، ولدى محارم الزوجة التزامات أخرى، ولا يستطيعون السفر معها، ولكنهم قالوا: ربما يسافرون بعد أربعة أشهر، ولكن ذلك ليس مؤكدًا؛ فهل يمكن أن تسافر الزوجة إلى زوجها دون محرم؟ مع العلم أن أبا الزوجة سوف يوصلها إلى المطار، وسيكون زوجها في انتظارها في المطار في البلد الآخر، فهل لهذه المرأة أن تسافر بسبب صعوبة ظروفها، إذا لم تجلس بجانب الأجنبي، وأن تكون على اتصال بأهلها وزوجها أثناء السفر؟ ومدة السفر ساعة، أو ساعة ونصف، وهي تخاف جدًّا أن ترتكب ذنبًا، ومن الممكن أن لا تستطيع الذهاب إلى زوجها لوقت طويل، وتحس أن ذهابها ضروري، أرجو أن يكون الجواب على أساس ظروف هذه الزوجة، ولأنه ليس لديها حل آخر. ملاحظة: أعلم أن سفر المرأة بدون محرم في الحالة العادية حرام، ولكني أسأل الحكم مع وجود الشروط المذكورة في الأعلى -جزاكم الله خيرًا-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الواقع ما ذكر بالسؤال من أنه لا سبيل لسفر هذه المرأة مع محرم، فقد رخص لها بعض العلماء في السفر عند الحاجة لذلك، ومع أمن الفتنة، كما بيناه في الفتويين التالية أرقامهما: 173927، 136128.
ولا شك أن الشريعة قد جاءت برفع الحرج، قال تعالى: وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ {الحج:78}.
والله أعلم.