عنوان الفتوى : حكم عمل تطبيق للهواتف المحمولة توضع فيه صور للنساء
لدي تطبيق على الهواتف المحمولة، والتطبيق عبارة عن بيع وشراء لأفراد، ويمكنهم إضافة الإعلان عليه مجانًا. هناك بعض الأسئلة: 1- يتم إضافة حوالي 3000 إعلان في اليوم، ويتم مراقبة الإعلانات على قدر المستطاع، وهناك تحذير بعدم وضع صور تنافي الشريعة الإسلامية، ولكن يتم وضع صور نساء في قسم النساء، ويدخل الرجال إلى هذا القسم ويرون الصور، فهل أنا آثم على نظرهم إلى الصورة؟ 2- هناك بروفايل في التطبيق، بحيث يضع كل شخص الصورة التي يحب، كصورة له للبروفايل، ولكن هناك احتمالية أن تضع النساء صورها، فهل أنا آثم على هذا أم الشخص فقط هو الآثم؟ مع العلم أني أتيح كل ما يلزم خدمة البيع والشراء مجانًا، ومن أساسيات البيع والشراء أن تكون هناك صور.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسؤالان يتضمنان الدلالة على ما لازمه رؤية صورالنساء، وقد بينا مرارًا أنه لا تجوز الدلالة والإعلان عن ما يتضمن صور النساء، ويُخشى الإثم على من فعل ذلك، وانظر الفتويين: 64523، 143831.
وراجع الفتوى رقم: 181349، وتوابعها بخصوص تحريم وضع المرأة صورتها مكشوفة الوجه على الفيس بوك.
وقد سُئل الشيخ عبد الرحمن السحيم: ما حكم الشرع في وضع الصور الشخصية (خاصة للفتيات) على المواقع الاجتماعية -مثل: الفيس بوك، وخلافه-، وهذه الصور يمكن رؤيتها، ووضع تعليق عليها؟
فأجاب: لا يجوز النظر إلى صُور النِّسَاء، سواء كان النظر مباشرة أو عن طريق الصور، وقد يَكون النظر إلى الصور أكثر فِتنة؛ لأنها غالبا تُحسَّن، والتي تُصوَّر تتزيَّن قبل التصوير! ولا يجوز نشر تلك الصور، لا في التواقيع، ولا في الصور الرمزية.
ومَن نشرها فعليه الإثم مرتين: إثم نشرها، وإثم النظر إليها. ويتحمّل إثم كل من نظر إليها.
وفي هذا تنبيه إلى القائمين على المواقع والمنتديات أن آثامهم بِقَدْر عدد الناظرين إليها! ولعلك تتخيَّل كم ينظر إلى تلك الصور في مشارق الأرض وفي مغاربها؟! وصاحب الموقع أو المنتدى يَجْمع تلك السيئات، بل لعلها تجري عليه وهو في قبره إذا مات ولم يَتُب من نشرها.
فالمسألة ليست بسيطة كما يتصورّها بعض الناس، بل هي مسألة عظيمة. وبِقَدْر ما تكون الفِتنة والافتِتان بالصور يَعْظُم الإثم.
وقد سئل فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله- عن تهاون كثير من الناس في النظر إلى صور النساء الأجنبيات بحجة أنها صورة لا حقيقة لها؟ فأجاب -رحمه الله- بقوله: هذا تهاون خطير جدًّا، وذلك أن الإنسان إذا نظر للمرأة سواء كان ذلك بوساطة وسائل الإعلام المرئية، أو بواسطة الصحف، أو غير ذلك، فإنه لا بد أن يكون من ذلك فتنة على قلب الرجل، تَجُرّه إلى أن يتعمد النظر إلى المرأة مباشرة، وهذا شيء مشاهد. ولقد بلغنا أن من الشباب من يقتني صور النساء الجميلات ليتلذذ بالنظر إليهن، أو يتمتع بالنظر إليهن، وهذا يدل على عظم الفتنة في مشاهدة هذه الصور، فلا يجوز للإنسان أن يشاهد هذه الصور، سواء كانت في مجلات أو صحف أو غير ذلك. والله المستعان.
الشيخ/ عبدالرحمن السحيم.
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض.
والله أعلم.