عنوان الفتوى : فضيلة الصف الأول
أليس من السنة أن تصلى السنن في المنزل؟ أليس من السنة أيضا التبكير إلى المساجد؟ إذا صليت السنن القبلية لصلاة الظهر مثلاُ في المنزل ثم ذهبت إلى المسجد فربما أكون آخر الناس، أو أصل قبل الإقامة بقليل، فما العمل؟ وهل العبرة بالصلاة في أول صف؟ أم بالتبكير أي لو صلى المصلي الآتي مبكراً بالصف الثاني؟ وهل العبرة بالتبكير أم لا؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد رجحنا في غير فتوى أفضلية صلاة السنة القبلية في البيت، منها الفتويان رقم: 237115، ورقم: 137116.
ونقل ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة في ترجمة الإمام ابن قدامة صاحب المغني ـ نقلا عن سبط ابن الجوزي: من رآه كأنه رأى بَعْض الصَّحَابَة، وكأنما النور يخرج من وجهه، كثير العبادة، يقرأ كُل يَوْم وليلة سُبعاً من الْقُرْآن، ولا يصلَّي ركعتي السنة فِي الغالب إلاَّ فِي بيته، اتباعا للسنة. انتهى.
وقد بينا كيفية التوفيق بين أفضلية أداء الراتبة في البيت والتبكير إلى المسجد في الفتويين رقم: 71461، ورقم: 129272.
والتبكير له فضيلة عظيمة، بيناها في الفتويين رقم: 211270، ورقم: 41036.
ومع هذا، فالحضور في الصف الأول لا يتحقق بمجرد التبكير، بل لا بد من الوقوف في الصف الأول، ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً.
ففرق بين التبكير، وبين الصف الأول، فكل منهما له فضيلة، فمن بكر وصلى في الصف الثاني فاتته إحدى الفضيلتين، ومن تأخر وصلى في الصف الأول أدرك إحدى الفضيلتين، وفاتته الأخرى.
وعليه؛ فإذا بكر الإنسان إلى المسجد، فلا ينبغي له أن يفرط في الصف الأول، ففي حضور الصف الأول فضيلة مخصوصة لا تتحقق بمجرد التبكير، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 243664، 233671، 129272.
والله أعلم.