عنوان الفتوى : التأخر عن الصف الأول يفوت فضيلة التقدم
عندما أتأخر عن الصلاة وأكون في آخر صف، أشعر بنشوة وشغف، ويمكن أن أسهو في الصلاة من أجل أن يأتي أحد ويتخذني إماما وأصلي به. ما الذي أشعر به؟ وما هو علاجه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي لك أن تحب التقدم والصلاة في الصفوف الأولى، وأن تحزن إذا تأخرت عن الصف لفوات فضيلة التقدم، وقد روى مسلم وغيره من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ: تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي، وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، وَلَا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ، حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ اللهُ.
فإذا استحضرت هذا المعنى زالت عنك تلك النشوة التي تشعر بها، واعلم أن قاصم الظهور هو حب الظهور، فعالج نفسك من هذا الداء وهو حب التصدر والظهور، بأن تعلم أن الله وحده هو الذي يزين مدحه ويشين ذمه، وأن المتقدم هو من تقدم عنده سبحانه، ولا يكون ذلك إلا بصالح العمل، ولا ينفع المرء رفعة قدره في الدنيا، وأن يشار إليه ويعظمه الناس إذا كان عند الله وضيعا، فاجمع همتك وقصدك على مرضات الله سبحانه وحده، ولا يكن لك هم إلا فعل ما يقربك منه، وينيلك رضاه ومثوبته سبحانه.
والله أعلم.