عنوان الفتوى : العبد يسأل إذا مات ويعذب أو ينعم قبر أم لم يقبر
هل المتوفى الذي يوضع في ثلاجة المستشفى ويبقى عدة أشهر فيها ولم يدفن إلا بعد ذلك أين يسأل في الثلاجة أم في القبر؟ !
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن من مات لا بد وأن يسأل دفن أم لم يدفن وسواء وضع في قبر أو ثلاجة أو غيرهما، قال العلامة محمد السفاريني رحمه الله في كتابه لوامع الأنوار البهية: من لم يدفن من مصلوب ونحوه يناله نصيبه من فتنة السؤال وضغطة القبر، قال الإمام المحقق في كتاب الروح: مما ينبغي أن يعلم أن عذاب القبر هو عذاب البرزخ فكل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه قبر أم لم يقبر، فلو أكلته السباع أو حرق حتى صار رماداً أو نسف في الهواء أو غرق في البحر وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل من المقبور. انتهى
ولعلك أخي السائل تتساءل كيف يسأل ذاك الميت؟ أو يعذب وهو موضوع في الثلاجة؟ فاعلم أن ذلك مما لا تدركه العقول ومرد علمه إلى العليم الحكيم وحده سبحانه. أما نحن فيجب علينا الإيمان والتسليم، ورحم الله ابن أبي العز إذ يقول في شرح الطحاوية: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك، أهلاً، وسؤال الملكين، فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به، ولا نتكلم في كيفيته، إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته، لكونه لا عهد له به في هذه الدار. انتهى
والله أعلم.