عنوان الفتوى : إسلام مارية
هل أسلمتْ مارية قبل زواجِها بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم بعد الزّواج منه، وهل أعتقَها وهل عقد عليها أم كانت مِن بين ما ملكتْ يمينُه، ولماذا لم تخاطَب بأم المؤمنين كبقيّة زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم؟
مارية القِبطيّة المولودة في “حَفْن” المسماة الآن بالشيخ عبادة بالمنيا مقابل الأشمونين، أهداها المقوقس “جريج بن مينا” القبطي سنة سبع من الهجرة إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هي وأختها “سيرين” عندما عرض عليه حاطب بن أبي بلتعة كتاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بدعوته إلى الإسلام ، وفي الطريق إلى المدينة المنوّرة عرض عليها حاطب الإسلام فأسلمتْ، وكذلك أسلمت أختُها التي وهبَها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى حَسّان بن ثابت.
وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتسرّى بها، أي يتمتّع بها بملك اليمين، ولم يُعتِقها ولم يتزوّجها بعقد، وولدت له إبراهيم الذي مات صغيرًا، والولد من الأمة المتمتّع بها بملك اليمين يكون حُرًّا، ومع أنها ليست زوجة معقودًا عليها كان يحجُبها كما يحجُب زوجاتِه، وقد ظَلَّت أمَةً لكن تحرّرت بعد موت النبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ كما تُحرَّر كل أم ولد.
ولعدم العقد عليها لا يُطلَق عليها اسم زوجة، ولا يُطلَق عليها لقب “أم المؤمنين” لأنّ الله تعالى قال: (وأزواجُه أمَّهاتُهُمْ) (سورة الأحزاب : 6).