عنوان الفتوى : حكم قول : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانَا عَذْبًا فُرَاتًا ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِلْحًا أُجَاجًا " بعد شرب الماء.
ما صحة نسبة القول التالي للنبي صلى الله عليه وسلم بعد شرب الماء : (الحمد لله الذي جعل هذا الماء عذبا فراتا ، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا) ؟ وإذا لم يكن صحيحا فهل يجوز قوله دون اعتياد اللسان عليه ؟
الحمد لله
هذا الحديث رواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" (70)، والطبراني في "الدعاء" (899)، وأبو نعيم في "الحلية" (8/ 137)، والبيهقي في "الشعب" (4162) ، من طريق جابر بن يَزِيد الْجُعْفِيّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَقَانَا عَذْبًا فُرَاتًا بِرَحْمَتِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِلْحًا أُجَاجًا بِذُنُوبِنَا
وهذا إسناد ضعيف جدا ، جابر الجعفي متروك متهم، اتهمه بالكذب غير واحد من أهل العلم ، منهم أيوب السختياني وليث بن أبي سليم وابن معين والجوزجاني وغيرهم.
وقال زائدة بن قدامة : أما الجعفي: فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة ، وقال أبو يحيى الحماني عن أبي حنيفة: ما لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي، وتركه يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي والنسائي وأبو أحمد الحاكم .
"تهذيب التهذيب" (2/ 42)
ثم هو مع ذلك مرسل .
ورواه ابن عبد الهادي في "أحاديث منتقاة" (338/ 1) – كما في "الضعيفة" (9/ 217)، للشيخ الألباني- عن ابن جريج، عن ابن خثيم مرفوعاً.
وقال الألباني:
" ورجاله ثقات، لكنه مرسل أيضاً، وابن جريج مدلس وقد عنعنه ".
والحديث ضعفه الألباني في "الضعيفة" (4202).
فلا يصح مرفوعا.
وقال ابن أبي الدنيا عقبه: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ: " أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ يَقُولُ ذَلِكَ إِذَا شَرِبَ الْمَاءَ ".
وهذا إسناد صحيح عن الحسن، وهو البصري .
ولا بأس أن يقول الإنسان هذا الذكر بعد الشرب أحيانا ، دون أن يعتقد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه سنة ، ودون أن يواظب عليه مواظبته على السنة .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |