عنوان الفتوى : عمر أكرم من أن يضرب فاطمة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا مسلم سني لكن هنالك أستاذ شيعي المذهب قدم الأسبوع الحالي لمدرسة أولادي وقام بطرح موضوعين مهمين وخطيرين على ما أعتقد أحدهما هو أنه يتوجب صيام 3 أيام قبل رمضان مباشرة بحجة أنه أفضل وليتعود الإنسان على الصيام قبل دخول رمضان وهذه أستطيع الرد عليه فيها ولكن الأهم من هذا هو البند الثاني من طرحه وهو لماذا تتوجب كراهية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وكانت حجته التي ألقاها على الأولاد في المرحلة الإبتدائية هي أنه قد غضب يوما من فاطمة الزهراء وقام بضربها مما يوجب علينا كرهه فما هو وجه الصحة في هذا وكيف أرد عليه كلامه بارك الله فيكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم خير القرون، ولهم فضل عظيم على جميع الأمة، اختارهم الله لصحبة نبيه فآمنوا بالله ورسوله وقاموا بنصرة الله ورسوله، وهاجروا من أجل الدين، وآووا ونصروا من أجل الدين وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم حتى رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأفضلهم المهاجرون ثم الأنصار ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِمْ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَتُهُمْ أَيْمَانَهُمْ، وَأَيْمَانُهُمْ شَهَادَتَهُمْ» وهذا لفظ البخاري.

فعلى كل مسلم محبتهم جميعاً بالقلب والثناء عليهم باللسان، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عما شجر بينهم، وعدم شتمهم، وذلك لما لهم من المحاسن والفضائل والمعروف والإحسان، ونصرة الله ورسوله بالطاعة، والجهاد في سبيل الله، والدعوة إليه، والهجرة والنصرة، وبذل أموالهم وأنفسهم في سبيل الله ابتغاء مرضاته، فرضي الله عنهم أجمعين، قال الله تعالى: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:100].
وقال الله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:74].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:لا تسبوا أصحابي لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه .
وأفضل الصحابة أبو بكر رضي الله عنه، ويليه عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ثم بقية العشرة.
وما ينسب إلى عمر رضي الله عنه أنه غضب من فاطمة فضربها مجرد أكاذيب وافتراءت على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فعمر رضي الله عنه فضائله أكثر من أن تحصر، ولا يجادل في فضله وسبقه إلا معاند مكابر عدو لله ورسوله.. إذ كيف نكره من أحبه الله ورسوله، ورضي عنه، فالمسلم الحق هو الذي يحب ما يحبه الله ورسوله، ويكره ويبغض ما يبغضه الله ورسوله.
ويكفي عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة، ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في حائط من حيطان المدينة فجاء رجل فاستفتح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ثم جاء رجل فاستفتح فقال النبي صلى الله عليه وسلم: افتح له وبشره بالجنة ففتحت له فإذا هو عمر فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم...... الحديث. 
ولا يدخل الله جنته إلا من أحبه، وإذ أردت الاستزاده من فضائل عمر فراجع فضائله في صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي وكتاب الخلفاء الراشدون للنجار وغيرها من الكتب في هذا الباب.
وننصحك بالانتباه والتيقظ لما يدرسه أبناؤك، وإن استطعت أن تحول ابنك إلى مدرسة لا يدرس فيها سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فافعل، وراجع الفتوى رقم: 7355.
والله أعلم.