عنوان الفتوى : لا تنبغي السخرية على سبيل المزاح

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

يا شيخ أنا كنت مع أصدقائي في البر، وكان صديقي يرن جواله، وكان تنبيه جواله آية قرآنية، فقال زميلي الآخر وهو يسخر منه ويقول له: كأنه متدين، وهي بالعامية (يعني متدين) والمقصود بالكلمة أن هذا الشخص يصور نفسه متدينا، فهل فيها استهزاء؟ وثانيا يا شيخنا قلت له: يجعل تنبيه جواله فيها قرآنا ولا يجعل فيها أغاني، ثم مسكته مع يده فقلت له تسمع هذا الكلام ورددتها ثلاث مرات، وكنت أمازحه أن لا يقولها مرة أخرى، ثم ذهب وهو يمزح أتى بعصي من الحطب كأنه سيضربني فقلت له: أنا أمزح معك أمزح معك، فهل أكون يا شيخ قصدت هذا المزح على الإنكار، وإني أخاف أن يكون هذا المزح أني غيرت رأيي عن الإنكار، وأنا خائف يا شيخ ما حكمها؟ وهو ملخص الكلام هل أن قولي بأني أمزح حينما أتى ليضربني فقلت له: أمزح أمزح تكون أني أمزح في الإنكار عليه يا شيخ؟ بالله جاوبوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما قاله صاحبك الثاني للأول لا يعد استهزاء بالقرآن، والأولى ترك المزاح بمثل هذه الأمور التي قد تقود إلى السخرية بالآخرين.
وكذلك ما ذكرته أنت لصاحبك لا يعد من تغيير رأيك في إنكار المنكر، بل الظاهر أنه من المزاح ولغو الكلام.
وواضح من سؤالك هذا ومن أسئلتك السابقة أنك تعاني من وسوسة في هذا الباب، وسبب ذلك هو استرسالك مع الوساوس، واستسلامك لها، وعدم مجاهدتك نفسك في تركها والإعراض عنها، وقد بينا مرارا وتكرارا أن أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها. وانظر الفتوى رقم: 51601 ورقم: 134196.

والله أعلم.