عنوان الفتوى : هل يجب على من كان يرسم صورا لذوات أرواح أن يمحوها بعد التوبة؟
أبلغ من العمر 15 سنة، وأحب الرسم كثيرا، وخاصة رسم وجه الإنسان، ولكنني قرأت بعض الفتاوى، وتبين لي أن رسم ذوي الأرواح حرام، أنا -والحمد لله- لست مصرة على المعصية، وسأبتعد عن رسم ذوي الأرواح، ولكن أريد أن أعرف هل يجوز لي رسم جزء من الإنسان كالوجه مثلا؟ وإن كان هذا حراما ماذا أفعل برسوماتي هل يمكنني الاحتفاظ بها أم يجب التخلص منها؟ ولعل ما أرعبني هو: أنني قرأت أن المصورين أكثر الناس عذابا يوم القيامة، فهل إن تبت وكانت توبتي صادقة سأنجو من العقاب يوم القيامة؟ مع العلم أنني شاركت في مسابقة مدرسية في الرسم، وقمت برسم وجه امرأة على جدار إحدى القاعات المدرسية في إطار موضوع العنف ضد النساء، فإن تخلصت من باقي رسوماتي فماذا عساني أفعل في هذا الأخير؟ كما أطلب منكم أن تدعوا لي بالهداية، ونيل الثواب من الله، وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله أن وفقك للتوبة، والعدول عن هذا الطريق، ونسأله أن يتقبل منك.
وقد بينا بالفتوى رقم: 14116 تحريم رسم ذوات الأرواح.
أما رسم بعض الصورة فقط، كالرأس أو الرأس مع الرقبة أو الوجه أو سائر الجسم دون الرأس: فهذا لا حرج فيه -إن شاء الله-؛ فقد صرح أهل العلم بأن حذف جزء من الصورة لا تتم الحياة إلا به، يخرجها عن حكم الرسم المحرم، كما بينا في الفتوى رقم: 10228، وإن كان الأورع تركه، كما بينا بالفتوى رقم: 4138.
وعليه؛ فمن تمام التوبة أن تتخلصي مما رسمتيه من ذوات الأرواح بطمسه، وليس لك الاحتفاظ به، كما بينا بالفتوي: 265381.
ويمكنك أن تكلمي إدارة المدرسة أن يقطعوا جزءا من الصورة، أو نحو ذلك، فإن لم يستجيبوا، أو تعذر عليك، فلا بأس عليك، كما بينا بالفتوى رقم: 203230.
والله أعلم.