عنوان الفتوى : حكم صلاة من قال في الركوع: سبحانك ربي العظيم وفي السجود: سبحانك ربي الأعلى
ما حكم صلاة من قال في الركوع (سبحانك ربي العظيم) بدلا من (سبحان ربي العظيم) وفي السجود (سبحانك ربي الأعلى) بدلا من (سبحان ربي الأعلى)، علما بأني كنت أقولها في كل الصلوات لفترة طويلة، ولا أعلم بالتحديد ـ ولا حتى بغلبة الظن ـ الفترة التي بدأت بقول سبحانك بدلا من سبحان، وكنت أظن أن ما أقوله صحيح.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمذهب الجمهور أن تسبيح الركوع والسجود مستحب أصلا، فلا تبطل الصلاة ولو تعمد المصلي تركه، وعلى مذهبهم فالأمر واضح ولا إشكال في المسألة، ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أن الواجب هو جنس التسبيح كما بينا مذهبه في الفتوى رقم: 157475، وعلى مذهبه فقد أتيت بالواجب عليك، ومن ثم فصلاتك محكوم بصحتها، وأما على مذهب الحنابلة القائلين بوجوب تسبيح الركوع والسجود فإنهم صرحوا بوجوب قول سبحان ربي العظيم في الركوع، وقول سبحان ربي الأعلى في السجود، وأنه لا يجزئ غير هذا اللفظ، قال في الإنصاف: قال في الفائق وغيره: ولا يجزئ غير هذا اللفظ. انتهى، ولم نقف على كلام لهم فيما إذا أتى المصلي بكاف الخطاب هل يكون بذلك آتيا بالواجب أو لا؟ وعلى كل حال فالصلاة صحيحة؛ لأنه على تقدير أنك لم تأت بالواجب فقصارى الأمر أن تكون تركت واجبا جهلا، ومثل هذا لا تبطل به الصلاة على مذهبهم، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: قوله: «واجباتها»، أي: واجبات الصلاة، وهل يعني أن الأركان غير واجبة؟ الجواب: لا يعني أن الأركان غير واجبة، بل الأركان واجبة وأوكد من الواجبات، لكن تختلف عنها في أن الأركان لا تسقط بالسَّهْوِ، والواجبات تسقط بالسَّهْوِ، ويجبرها سُجودُ السَّهْوِ، بخلاف الأركان؛ ولهذا من نسيَ رُكناً لم تصحَّ صلاته إلا به، ومن نسيَ واجباً أجزأَ عنه سُجودُ السَّهْوِ، فإنْ تَرَكَه جهلاً فلا شيء عليه فلو قام عن التشهُّدِ الأول لا يدري أنه واجب فصلاتُه صحيحة، وليس عليه سُجود السَّهْوِ؛ وذلك لأنه لم يكن تَرْكه إيَّاه عن نسيان. وقيل: عليه سُجود السَّهْوِ بترك الواجب جهلاً؛ قياساً على النسيان؛ لعدم المؤاخذة في كُلٍّ منهما. انتهى.
والخلاصة أن صلاتك السابقة صحيحة بكل حال ولا تلزمك إعادتها، ولكن الذي ينبغي لك فيما يستقبل أن تلتزم باللفظ الوارد، وهو قول سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى.
والله أعلم.