عنوان الفتوى : هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته في الطعام
كيف كانت سنة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- في أوقات أكل وجبات الطعام؟ ونسأل الله تعالى أن يهدينا أجمعين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لاتباع السنة النبوية, والاستقامة عليها, ثم إن سؤالك لا يخلو من غموض, فإذا كنت تسأل عن هديه -صلى الله عليه وسلم- في هيئة أكله، وحاله مع الأطعمة, فقد فصَل ذلك الإمام ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد، حيث قال:
كذلك كان هديه -صلى الله عليه وسلم- وسيرته في الطعام: لا يرد موجودا، ولا يتكلف مفقودا، فما قرب إليه شيء من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافه نفسه، فيتركه من غير تحريم («وما عاب طعاما قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه»)، ولم يكن يرد طيبا، ولا يتكلفه، بل كان هديه أكل ما تيسر، فإن أعوزه صبر حتى إنه ليربط على بطنه الحجر من الجوع، ويرى الهلال, والهلال, والهلال, ولا يوقد في بيته نار.
وكان معظم مطعمه يوضع على الأرض في السفرة، وهي كانت مائدته، وكان يأكل بأصابعه الثلاث, ويلعقها إذا فرغ، وهو أشرف ما يكون من الأكلة، فإن المتكبر يأكل بأصبع واحدة، والجشع الحريص يأكل بالخمس ويدفع بالراحة.
وكان لا يأكل متكئا، والاتكاء على ثلاثة أنواع: أحدها: الاتكاء على الجنب، والثاني: التربع، والثالث: الاتكاء على إحدى يديه، وأكله بالأخرى، والثلاث مذمومة.
وكان يسمي الله تعالى على أول طعامه، ويحمده في آخره، فيقول عند انقضائه: («الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفى، ولا مودع، ولا مستغنى عنه ربنا»). وربما قال: («الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم، من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا، الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله رب العالمين»). وربما قال: («الحمد لله الذي أطعم، وسقى، وسوغه»).
وكان إذا فرغ من طعامه لعق أصابعه، ولم يكن لهم مناديل يمسحون بها أيديهم، ولم يكن عادتهم غسل أيديهم كلما أكلوا. انتهى.
وإذا كنت تسأل عن الأوقات التي كان -صلى الله عليه وسلم- يتناول فيها طعامه: فراجع الفتوى رقم: 133457.
والله أعلم.