عنوان الفتوى : هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغذاء
هل هذا الموضوع يصح عن إفطار وغداء وعشاء الرسول صلى الله عليه وسلم. إفطار الرسول صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عز وجل يتناول كوباً من الماء مذاباً فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة، لأنه ثبت علمياً أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه، بمعنى أن جزيئات الماء تترتب حسب جزيئات العسل. وما زال الطب الحديث حتى الآن يبحث في أسرار الغذاء الذي كان يتناوله النبي وكيف أن هذا الغذاء لم يكن جزافاً بل له أسس وقواعد علمية ما زال الطب الحديث يستكشف ويبحث في أسرارها حتى الآن، وهذا من أسرار الإعجاز الإلهي التي اصطفى بها النبي في يومه. أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر. وقد ثبت بالدليل العلمي أن هناك إنزيماً يرتفع أداؤه في حالة التسمم، وعندما يتم تناول سبع تمرات لمدة شهر يومياً نلاحظ أن هذا الإنزيم قد بدأ في الهبوط والعودة لوضعه الطبيعي، وهذا من الإعجاز الإلهي الذي خُصّ به النبي صلى الله عليه وسلم . ومن الظواهر التي أثبتها العلم الحديث المتعلقة بسبع تمرات: ظاهرة التليباثي أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو ما يطلقون عليه (التخاطر عن بعد). (( للمهتمين بمواضيع البراسيكولوجي ) في بحثه تحت عنوان: سبع تمرات كافية الذي أثبت فيه أن سبع تمرات تعد علاجاً للتسمم ونصح جميع العاملين المعرضين للتسمم بتناولها يومياً، وهذا ما يثبته حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي في سننه من أن التمر من الجنة وفيه شفاء من السم. والدليل من القرآن تساقط عليك رطبا جنيا. وهذا ما أيده العالم اندريا ويل في كتابه (الصحة المثلى) واستشهد فيه بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن التمر وفوائده العظيمة للصحة وللإنسان وكيفية الوقاية من الأمراض. غداء الرسول صلى الله عليه وسلم : بعد تناول النبي صلى الله عليه وسلم لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع كسرة خبز شعير، أي ما يعادل كف اليد. وقد ذكرت بعض الآيات القرآنية بعض الفوائد لزيت الزيتون إذ يقول الله تعالى: شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية .. يكاد زيتها يضيء وأيضاً والتين والزيتون... وقد أثبت العلم الحديث أن هناك أنواعاً عديدة من السرطان، مثل سرطان العظم (سركوما)، استخدم زيت الزيتون لعلاجها وهي ما قال فيها الله عز وجل ... وصبغ للآكلين فكلمة صبغ للآكلين تعني، كما فسرها ابن كثير والقرطبي وكل التفاسير، أنها تصبغ الجسم أي لها صفة الصبغية، تتجلى قدرة الله عز وجل في انتقائه لغذاء نبيه محمد فكان النبي يغمس كسرة الخبز بالخل وزيت الزيتون ويأكل. وقد اكتشف العلم الحديث أن الخل الناتج من هضم المواد الكربوهيدراتية في الجسم هو مركب خليّ اسمه (أسيتو أستيت) والدهون تتحول إلى أسيتو أستيت ويبقى المركب الوسطي للدهون والكربوهيدرات والبروتين هو الخلف عند تناول الخل وحدوث أي نقص من هذه المواد يعطيك الخل تعويضاً لهذا النقص، وتبين بالعلم الحديث أن زيت الزيتون مع الخل يقومان كمركب بإذابة الدهون عالية الكثافة التي تترسب في الشرايين مسببة تصلّبها، لذلك أطلق العلماء على الخل مع زيت الزيتون (بلدوزر الشرايين)لأنه يقوم بتنظيف الشرايين من الدهون عالية الكثافة التي قد تؤدي إلى تصلب الشرايين. وليس مهمة الخل فحسب القيام بإذابة الدهون، بل يقوم مع الزيتون كمركب بتحويل الدهون المذابة إلى دهون بسيطة يسهل دخولها في التمثيل الغذائي ليستفيد الجسم منها، ثم بعد أن يتناول النبي { غداءه كان يتناول جزرة حمراء من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية، وقد أثبت العلم الحديث بالدليل والتجربة أن الجزر الأحمر يوجد به (أنتوكسيدات) وهي من الأشياء التي تثبط عمل مسببات السرطان، كما أثبت الطب الحديث أن الجزر يساعد على نمو الحامض النووي والعوامل الوراثية، وهذا من الإعجاز الإلهي، لذلك فإن الكثير من الأطباء ينصحون بتناول الجزر كمصدر لفيتامين (أ) ومصدر لتجدد العوامل الوراثية بالحامض النووي، كما أنه يؤخر ظهور الشيب. عشاء الرسول صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع كسرة من خبز الشعير، وقد أثبت العلم الحديث أن تناول كوب من اللبن الروب في العشاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الكلام على النواحي الطبية المذكورة في السؤال ينبغي أن يراجع فيه أصحاب الاختصاص من الأطباء المهتمين بالأعشاب والأغذية.
وأما ما ذكر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه ليس مطابقا تمام المطابقة لهديه صلى الله عليه وسلم فلم يكن من هديه الاقتصار على نمط واحد من الأغذية.
قال ابن القيم في الزاد: فأما المطعم والمشرب، فلم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم حبس النفس على نوع واحد من الأغذية لا يتعداه إلى ما سواه، فإن ذلك يضر بالطبيعة جدا، وقد يتعذر عليها أحيانا، فإن لم يتناول غيره، ضعف أو هلك، وإن تناول غيره، لم تقبله الطبيعة، واستضر به، فقصرها على نوع واحد دائما ولو أنه أفضل الأغذية خطر مضر.بل كان يأكل ما جرت عادة أهل بلده بأكله من اللحم، والفاكهة، والخبز، والتمر، وغيره...اهـ.
وكان يأكل اللحم كثيرا بالليل والنهار كما في حديث المغيرة عند أبي داود، وفي حديث الشاة المسمومة وفي حديث الشفاعة، وكان من أحب الطعام إليه، وكان يشرب الحليب بالليل كما في المسند من حديث المقداد، وكان يأكل قبل الظهر وبعده، كما في سنن أبي داود من حديث جابر وكانت تسقيه زينب في بعض الأيام العسل مساء عند ما يزورها كما في حديث الصحيحين، وكان يشرب الماء وحده ويشربه ممزوجا باللبن والعسل كما يشرب النبيذ وقد أكل الخل مرة ومدحه لعدم وجود إدام غيره لا لفضله على ما سواه.
قال ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد: وكان يحب اللحم.....وكان يحب الحلواء والعسل، وهذه الثلاثة أعنى: اللحم والعسل والحلواء من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء، وللاغتذاء بها نفع عظيم في حفظ الصحة والقوة، ولا ينفر منها إلا من به علة وآفة. وكان يأكل الخبز مأدوما ما وجد له إداما، فتارة يأدمه باللحم ويقول: هو سيد طعام أهل الدنيا والآخرة. رواه ابن ماجه وغيره. وتارة بالبطيخ، وتارة بالتمر،فإنه وضع تمرة على كسرة شعير، وقال: هذا إدام هذه. وفى هذا من تدبير الغذاء أن خبز الشعير بارد يابس، والتمر حار رطب على أصح القولين، فأدم خبز الشعير به من أحسن التدبير، لاسيما لمن تلك عادتهم، كأهل المدينة، وتارة بالخل، ويقول: نعم الإدام الخل، وهذا ثناء عليه بحسب مقتضى الحال الحاضر، لا تفضيل له على غيره، كما يظن الجهال، وسبب الحديث أنه دخل على أهله يوما، فقدموا له خبزا، فقال: هل عندكم من إدام؟ قالوا: ما عندنا إلا خل. فقال: نعم الإدام الخل. والمقصود: أن أكل الخبز مأدوما من أسباب حفظ الصحة، بخلاف الاقتصار على أحدهما وحده. اهـ.
وقال أيضا: وأما هديه في الشراب، فمن أكمل هدي يحفظ به الصحة، فإنه كان يشرب العسل الممزوج بالماء البارد، وفى هذا من حفظ الصحة ما لا يهتدي إلى معرفته إلا أفاضل الأطباء، فإن شربه ولعقه على الريق يذيب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويجلو لزوجتها، ويدفع عنها الفضلات، ويسخنها باعتدال، ويفتح سددها، ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو أنفع للمعدة من كل حلو دخلها، وإنما يضر بالعرض لصاحب الصفراء لحدته وحدة الصفراء، فربما هيجها، ودفع مضرته لهم بالخل، فيعود حينئذ لهم نافعا جدا، وشربه أنفع من كثير من الأشربة المتخذة من السكر أو أكثرها...اهـ.
وأما الجزر فلم يذكره ابن القيم في الزاد ولا الترمذي في الشمائل عند كلامهما على طعام النبي صلى الله عليه وسلم. ولمعرفة هديه صلى الله عليه وسلم في الغذاء راجع هذين الكتابين.
والله أعلم.