عنوان الفتوى : هل يلزم من يدعو لإحياء السنن النبوية العمل بها قبل قيامه بها
مؤخرا أنا أصمم بعض التصاميم تحمل عنوان إحياء السنن النبوية، وأنشرها على المواقع الاجتماعية، عملا بحديث من دعا إلى حسنة فله مثلها ...الخ، لكن أريد أن أسأل هل كل سنة علي أن أنشرها؟ هل يجب أن أكون أعمل بها ومواظبا عليها؟ فمثلا سنة (صلاة الرواتب) هل علي أن أكون عاملا بها قبل النشر؟ أو سأسمى كالذي يأمر بالمعروف ولا يفعله؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمفترض في الداعي إلى الله تعالى وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمر بالمعروف ويأتمر به، وأن ينهى عن المنكر وينتهي عنه، هذا هو الحال الأكمل، ولكن لو ترك فعل المعروف فلا نقول له لا تأمر به غيرك، بل نقول له: أنت مطالب بالأمرين معا، ولا يسقط عنك أحدهما بسبب تركك للآخر، فما تأمر به من الواجب يجب عليك أن تفعله، وما تأمر به من المندوب يستحب لك أن تفعله، كما قال شعيب لقومه: وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ {هود:88}،
وقد بينا هذه القاعدة وشرحنا ما تضمنه قوله تعالى: أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ {البقرة:44}، وكذلك الآيات التي في معنى هذه الآية، وذلك في فتاوى عدةٍ، منها الفتاوى التالية أرقامها: 18468، 28171، 194159 ،201949، 255718، فراجعها.
وبناء على ذلك فاستمر في نشر تلك السنن وجاهد نفسك على فعلها قدر المستطاع، ولعل دعوة إلى إحياء تلك السنن يهيئ الله لك بها توفيقا وعونا على فعلها.
والله أعلم.