عنوان الفتوى : ثواب الأعمال الصالحة تصل إلى الميت بإذن الله
عمة صديقة قريبة من قلبي تبلغ من العمر 55 عاما تعرضت فى الفترة السابقة إلى حالة نفسية صعبة واختفـت يوما وليلة خارج المنزل وتم عودتها عن طريق أشخاص وجدوها جالسة على الرصيف وتم البحث فى اوراقها حتى تم إرجاعها ولم نعلم ماذا حدث غير انها كانت ذاهبة الى الدكتور وبعد ذلك تم عرضها على طبيب نفسي مع العلم أن زوجها يعيش فى أرض زراعية يتم استصلاحها من فترة ويأتى كل فترة وكانت تزوجته ومعه طفلين وأنجب أيضا ولدين وقامت بتربيتهم وتزوج أحد أبنائه ويوجد ابنه و الولدان حاليا بالجامعة ويوم الجمعة السابقة فوجئنا بأنها ألقت نفسها من الدور الخامس بعد أن قطعت شريانها فى غفلة من أبنائها وجميعنا نعتصر حزنا على وفاتها بهذه الطريقة لأنها كانت سيدة مؤمنة ومليئة بالحنان لكل من حولها ولا نعلم إن كان زوجها قد تزوج من فتاه في هذا المكان وتأثرت لهذه الدرجة وتحولت لحالة اكتئاب جعلتها لا تعلم بما تفعل . أرجو أفادتنا بما نفعل من أجلها حتى يغفر الله لها . وكم اتمنى أن يرحمها الله بما فعلت من حسنات في الدنيا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالذي عليكم الآن أن تفعلوه هو الترحم على هذه المرأة والاستغفار لها. وإن تصدقتم عنها فذلك أيضاً مما ينفعها بإذن الله تعالى، والذي يظهر من الحالة التي شرحتموها في سؤالكم أن هذه المرأة أقدمت على إلقاء نفسها وهي فاقدة للعقل، وعلى ذلك تكون غير مخاطبة شرعاً فلا تؤاخذ بما تفعله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة :عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل" أخرجه أصحاب السنن وأحمد والحاكم وغيرهم عن جماعة من الصحابة.