عنوان الفتوى : إزالة شبهة عن قوله تعالى: (إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون)
يقول بعض المشككين في القرآن: إن هناك أخطاء نحوية في القران مثلا:في سورة المائدة الآية 69 كلمة الصابئون خطأ نحوي والصحيح الصابيئن.وذكرت في نفس السياق في سورة الحج آية 17 الصابيئن؟ أرجو الإجابة الشافية؟هل هناك كتب ترد على مثل هذه المسائل؟ ما اسمها وأين أجدها؟السلام عليكم.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
الزعم بوجود أخطاء لغوية زعم متهافت مردود على صاحبه الذي قلت بضاعته من العلم وقل فهمه، فإنه من المعلوم أن الله تعالى قد تحدى قريشاً والعرب المعاندين للإسلام بأن يأتوا بمثله أو سورة أو عشر سور مثله.
ومع تحدي القرآن للعرب ووجود الدافع منهم للمعارضة والنقض والتشنيع، وانتفاء المانع ببلوغهم ذروة الفصاحة والبيان لم ينقل عن أحد منهم هذا الزعم الباطل، بل غاية ما قالوا هذا سحر مفترى (وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاءوا ظلماً وزوراً) [ الفرقان :4].
وقد أبان أهل العلم عن هذه الآية التي أشكلت على من قلت بضاعتهم في اللغة ، لأن جهابذة العرب زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ما أثاروا هذا، فقالوا: إن قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى) [المائدة: 69].
قال الخليل وسيبوبه : الرفع محمول على التقديم والتأخير، والتقدير إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، والصابئون والنصارى كذلك وأنشد سيبويه وهو نظيره:
وإلا فاعلموا أنَّا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق
وقال ضابىء البرجمي:
فمن يك أمس بالمدينة رحله فإني وقيــار بهــا لغريب
وقيل: إن "الصابئون" معطوف على المضمر في " هادوا " في قول الكسائي.
وقيل: إنَّ بمعنى نعم، فالصابئون مرتفع بالابتداء وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وانقضاء الاسم والخبر .
قال قيس الرقيات:
بكر العواذل في الصباح يلمـننـي وألــومـهنــــه
ويقلـــن شيــب قــد عـلا ك وقد كبرت فلقت إنـــه
قال الأخفش: إنه بمعنى: نعم. وهذه الهاء أدخلت للسكت ، ومما تقدم يتبين لك أيها السائل الكريم جور هذه الشبهات وتهافتها ، وبالجملة فيمكنك مراجعة كتب التفسير، وكتب إعراب القرآن عند هذه الآيات ففيها كفاية لمن أراد معرفة الحق والوقوف عنده، والله أعلم .