عنوان الفتوى : كيف أحافظ على زواجي من الانهيار ؟
أنا مضطربةً نفسيًا جدًا ، وأحتاج إلى نصيحتك لإنقاذ زواجي ، أنا متزوجة منذ 3 سنوات ، وعلى مدى تلك السنين كذب عليّ زوجي عدة مرات ، وقد سامحته على ذلك ، حتى إنه خانني من خلال التحدث مع فتاة أخرى أراد الزواج بها ذات يوم ، وطلب العفو عندما اكتشفت ذلك وتاب ، وفي العام الماضي أصبت بمرض جنسي ، وعندما ذهبت إلى الطبيبة أخبرتني أنه مرض من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي فقط ، ثم سألت زوجي بعد ذلك عمّا إذا كان قد أقام أي علاقة غير مشروعة من قبل والتي قد تكون السبب ، ولكنه أقسم بالله أنه لم يفعل ، لم أفحص نفسي على نحوٍ صحيح ، واعتقدت أنه يقول الحقيقة ، ومؤخرًا اكتشفت من مصدرٍ آخر أنه كان في علاقة لمدة 8 سنوات مع امرأة أخرى قبل أن يتزوج بي ، وقد ارتكب الزنا في ذلك الوقت ، وعندما واجهته غضب ، وقال : إنه أخفى الأمر ؛ لأنه ليس لي حاجة إلى معرفة ما حدث في ماضيه إلى درجة أنني وافقته على ذلك ، ولكني اكتشفت أيضًا أنه كان على اتصال بها بعد زواجنا ، ثم اختلق عذرًا بالقول : إن تلك المرأة كانت تدين له بمبلغ من المال لذا كانت بحاجة إلى الاتصال به ، وما إلى ذلك. فإذا تاب الشخص بالفعل فهل يظل لديه الحق في الاتصال بالطرف الآخر ، وأن يبقي الأمر سرًا عن زوجته ؟ أنا أشعر بالانكسار الشديد ، وقد تزوجت هذا الرجل ظنًا مني أنه رجلٌ متدين وعلى تقوى ، ولم أبُح بهذا الأمر إلى أي أحد من العائلة ، ولكني لا أستطيع تحمل ذلك ، وأشعر أنني غير قادرةٍ على الوثوق بهذا الرجل على الإطلاق .
الحمد لله
شروط التوبة ثلاثة : الندم على الذنب الماضي ، والإقلاع عن الذنب الحاضر ، والعزم على عدم العودة لهذا الذنب في المستقبل ، ومن علامات هذا العزم أن يغلق التائب الأبواب الموصلة لهذا الذنب ، وأن يسد الذرائع المؤدية له .
وعليه : فلا يجوز لمن تواصل مع امرأة تواصلًا محرمًا شرعا ، أن يبقى على هذا التواصل معها بحال من الأحوال ، بل الواجب عليه أن يسد كل باب موصل لها ، وهذا بالنسبة إليه : أول خطوة صحيحة في طريق توبته ، إن كان جادا في هذه التوبة والإنابة إلى رب العالمين .
وننصحكِ أختنا الفاضلة ، إذا كنت تريدين الحفاظ على زواجكِ : أن تصبري على زوجكِ ، وأن تحاولي مساعدته في غلق الأبواب دون تواصله مع هذه المرأة بشتى الطرق ، وأن تعطيه فرصة أخرى ، للتوبة والاستقامة والإصلاح ، وتحذريه من التلون ، والتلاعب بتوبته ، ونكث العهد مع رب العالمين ، وتعظينه ، وتخوفينه من شر تلك القاذورات ، وأثرها على العبد ، وشؤمها عليه في دينه ودنياه ؛ وليحذر العبد الناصح لنفسه من خزي الدنيا ، وعذاب الآخرة ؛ فإنه الله يمهل ، ولا يهمل : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة /7-8
وإذا أمكنك أن تجلسي معه في مناقشة بأسلوب هاديء ، لمحاولة الوصول للأسباب والدوافع وراء تواصله مع هذه المرأة : فنرجو أن يكون فيه الخير لكما .
ومن المؤكد أن صدقه ، وجديته في الالتزام بذلك : سوف تظهر عليه ؛ فمتى كان جادا في ذلك ، صادقا في توبته ، حريصا على أن يحافظ على بيته من أن ينهار : فابقي معه ، وحافظي أنت أيضا على بيتك ، واجتهدي في أن تتناسي ذلك الماضي ، وتعينيه على نفسه وعلى شيطانه فيما هو آت .
وإن تكن الأخرى ، وعاد ، فراغ ، ونكث العهد ، وواصل ذلك الطريق : فلا خير لك في مثله .
والله أعلم
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |