الإخلاص في بناء المساجد
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
الإخلاص في بناء المساجدأخرج البخاري ومسلم من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله عز وجل بنى الله له بيتًا في الجنة"، وفي رواية: بنى الله له مثله في الجنة".
وأخرج الإمام أحمد والنسائي من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من بنى لله مسجدًا، يُذكر الله فيه بنى الله له مثله في الجنة"؛ قال المناوي رحمه الله في "فيض القدير، 6 /96": يبتغي به وجه الله؛ أي: يطلب به رضاه وهو بمعني حديث الطبراني لا يريد به رياءً ولا سمعة، وأيًّا ما كان فالمراد الإخلاص، وقد شدد الأئمة في تحريمه، حتى قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على مسجد بناه فهو بعيد من الإخلاص، وقول بعض الشراح: ومعني يبتغي به وجه الله يطلب به ذات الله، فإن بناه يقصد الفوز بالجنة والنجاة من النار، لا يقدح في إخلاص الباني، وابتغاء وجه الله أمر زائد هو أعلى وأجلُّ من ذلك؛ ا هـ.
وأخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بنى لله مسجدًا، ولو كمَفْحَص قطاة لبيضها[1]، بنى الله له بيتًا في الجنة"؛ (صحيح الجامع: 6129).
قال المناوي رحمه الله في فيض القدير 6 /96: قال الزركشي: خص القطاة بالذكر دون غيرها؛ لأن العرب تضرب به المثل في الصدق، ففيه رمز إلى المحافظة على الإخلاص في بنائه والصدق في إنشائه؛ ا هـ.
[1] كمفحص قطاة لبيضها: ومفحصها بقدر ما تحفره لبيضها وترقد عليه.