عنوان الفتوى : حكم من لا تصلي ولا تصوم وتتشبه بالرجال

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

صديقتي لا تصلي الصلوات متعمدة، متكاسلة فيها، لا تصوم أيضا. تريد أن تتوب؛ لأنها تشعر بالذنب، وتقول اليوم الموالي سأصلي، ثم تتكاسل، وتشعر أن يومها قد اقترب. دائما تحلم بأن ملك الموت يأتيها، وبنت عمتها، وأخوها لا يصليان، ولا يصومان. مع العلم أنها (بوية)، وأريد أن تتوب. ساعدوني جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن هذه المرأة على خطر عظيم، وهي على بابٍ من أبواب الكفر، لا سيما وقد ذهبت طائفةٌ معتبرةٌ من أهل العلم، إلى كفر تارك الصلاة تكاسلاً، كما بيناه في الفتوى رقم: 10759، ورقم: 57915.

وقد قال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غيرَ الصلاة. رواه الترمذي في "السنن"، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة".

وروى الطبراني في "المعجم الكبير": قيل لعبد الله بن مسعود: إن الله عز وجل يُكثِر ذكر الصلاة في القرآن: {الذين هم على صلاتهم دائمون}، {والذين هم على صلاتهم يحافظون}، فقال عبد الله: «ذلك على مواقيتها» ، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن: إنما كنا نرى ذاك الترك، فقال عبد الله: «تركها كفر».

وقد اتفق أهل العلم على أن ترك الصلاة الواحدة شرٌّ من الزنا، وشرب الخمر، وأكل الميتة والخنزير، وقتل النفس.

فإذا كانت تشعر بالندم، فالواجب عليها المسارعة في التوبة، ولا تتحقق توبتها إلا بثلاثة شروط: أولها: الندم الصادق على ما فات. الثاني: ترك المعصية حالاً، وذلك بالمبادرة إلى أداء الصلاة. الثالث: العزم على ألا تعود إلى ترك الصلاة.

وكذلك الحال مع الصوم.

وأما كونها "بوية" فهو زيادة في الإثم، وإضافةُ كبيرةٍ إلى كبائر، وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال». رواه البخاري.

فالواجب عليها المسارعة إلى التوبة من ذلك كله.

وهي ما دامت ترى مثل تلك المنامات المخيفة، فينبغي أن تستفيق من غفلتها، وأن تقف مع نفسها وقفة صدق، وتراجع أعمالها، وألا تتهاون في شأنها وشأن مصيرها، فإن الله جل وعلا يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه:124}،  قال أهل العلم: المعيشة الضنك عامةٌ: فهي في دار الدنيا بما يصيب المُعرِض عن ذكر ربه من الهموم، والغموم، والآلام التي هي عذابٌ معجَّل، وفي دار البرزخ بعذاب القبر، وفي الدار الآخرة، فهو عذاب في الدنيا، والبرزخ، والنار.

نسأل الله لنا ولها اللطف والرحمة، والتوبة، والهداية، والثبات.

وانظري للفائدة الفتوى رقم: 205072.

والله أعلم.