عنوان الفتوى : صور الترفيه عن النفس المباحة كثيرة ومتنوعة
أنا في بداية طريقي للالتزام ـ والحمد لله ـ وأحفظ من كتاب الله، ومواظب على الصلاة التي أمرنا الله بها، وأجد وقتا للترفيه، ولكنني لم أجد أي شيء من الحلال وأحس بضيق، وغالبا ألعب لعبة كرة القدم البلايستيشن على الكمبيوتر، وعلمت أن الأفلام باختلاف أشكالها حرام حتى الكرتون، وعلمت أن الشطرنج فيه اختلاف، وعلمت أن الأغاني والدومنة والطاولة وغير ذلك حرام، وأعلم أنه يجب أن أرفه عن نفسي بقدر لا يلهي عن ذكر الله.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل أن يثبتك على هداه، وأن يزيدك إيمانا، واعلم أنه لا حرج على المسلم في الترويح عن النفس في أي مجال من مجالات الترفيه المباحة ليعود إلى مزاولة عباداته وأعماله بنشاط وحيوية، بل قد يثاب على ترويحه عن نفسه في المباح إذا احتسب ذلك، قال ابن تيمية: وقد روى أبو حاتم البستي في صحيحه حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ الطويل عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي فيه من أنواع العلم والحكمة، وفيه أنه كان في حكمة آل داود عليه السلام: حق على العاقل أن تكون له أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها بأصحابه الذين يخبرونه بعيوبه ويحدثونه عن ذات نفسه، وساعة يخلو فيها بلذته فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات ـ فبين أنه لابد من اللذات المباحة الجميلة، فإنها تعين على تلك الأمور، وكان أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ يقول: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل لأستعين به على الحق، والله سبحانه إنما خلق اللذات والشهوات في الأصل لتمام مصلحة الخلق، فإنه بذلك يجتلبون ما ينفعهم، كما خلق الغضب ليدفعوا به ما يضرهم، وحرم من الشهوات ما يضر تناوله، وذم من اقتصر عليها، فأما من استعان بالمباح الجميل على الحق، فهذا من الأعمال الصالحة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أما يكون عليه وزر؟ قالوا: بلى، قال: فلم تحتسبون بالحرام ولا تحتسبون بالحلال. اهـ. بختصار.
وأما الزعم بأنه لا توجد وسائل مباحة للترفيه عن النفس: فغير صحيح، فما أكثر الوسائل المباحة، فمن الترفيه المباح: الخروج للصيد، والسباحة، والخروج إلى المتنزهات، والقيام بالرحلات التي تشتمل برامجها على الترفيه مع مراعاة الضوابط الشرعية، ومع الرفقة الصالحة، والرياضة بأنواعها، وبرامج الترفيه العقلي بالكمبيوتر، إلى غير ذلك من الوسائل التي يصعب حصرها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 132744.
وأما الأفلام الكرتونية: فالمفتى به عندنا جواز مشاهدتها إن كانت خالية من المحاذير الشرعية، كما في الفتوى رقم: 110537.
والأغاني المشتملة على الموسيقى ونحوها محرمة، كما دلت على ذلك النصوص، وإجماع العلماء، وقد بينا ذلك في الفتوى: 5282.
وراجع في حكم الشطرنج والدومنة والطاولة ونحوها الفتويين رقم: 99340، ورقم: 25646.
والله أعلم.