عنوان الفتوى : لا تعارض بين طلب زوجة ثابت وبين نهي المرأة عن طلب الطلاق
بسم الله الرحمن الرحيم,أرجو من فضيلتكم التوضيح, كيف يمكننا أن نجمع حديث امرأة ثابت بن قيس الذي رواه البخاري عن ابن عباس وحديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: "أيما امرأة سألت زوجها طلاقها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" رواه أبو داود وحسّنه الترمذي والبيهقي في الحديث قال: وإن المختلعات هنّ المنافقات........ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا تعارض بين الحديث الذي رواه البخاري في أن زوجة ثابت بن قيس بن شماس طلبت الخلع منه، وبين أحاديث نهي المرأة عن طلب الطلاق.
لأن المنهي عنه هو أن تطلب الطلاق أو الخلع من غير بأس.. أي من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة، أما إذا وجد في قلبها من البغض الجبلي له بحيث لم تعد تطيق معاشرته، وخشيت على نفسها كفران عشرته فلها أن تطلب منه الخلع كما فعلت زوجة ثابت بن قيس. قال الحافظ ابن حجر في الفتح معلقاً على حديث البخاري: وفيه أن الأخبار الواردة في ترهيب المرأة من طلب طلاق زوجها محمولة على ما إذا لم يكن لسبب يقتضي ذلك لحديث ثوبان: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان، ويدل على تخصيصه قوله في بعض طرقه:" من غير بأس"، ولحديث أبي هريرة: المنتزعات والمختلعات هن المنافقات. أخرجه أحمد والنسائي. انتهى
والله أعلم.