عنوان الفتوى : الاختلاف في المسائل الفقهية اختلاف تنوع لا تضاد
هل المسائل التي يختلف فيها العلماء تعتبر شبهة يجب تجنبها أم الأفضل الأخذ بالفتوى التي يستريح لها قلبك وعقلك، أرجو الإجابة على ضوء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم اتقوا الشبهات.... مثل الغناء والكحول في العطر وغيرها من المسائل وشكرا جزيلا ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فنقول للأخ السائل: إذا رأيت أقوالاً مختلفة في مسألة واحدة فليس لك أن تختار بنفسك ما تريد، فعليك في هذه الحالة أن تبحث عن دليل كل عالم بما أفتى به، فإن ظهرت لك قوة الدليل في مسألة من المسائل فعليك بالأخذ بما ظهر لك من الدليل الصحيح، ولا تتبع الظنون والاحتمالات، وأما إن كنت غير قادر على التمييز فاسأل أهل الذكر ليميزوا لك الحكم، ولكن لا تبحث عن الشبهات والرخص، ولا تتعصب لعالمٍ معين لأن التعصب يضعف الأمة ويوقد نار العداوة، وقد قال الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103].
فمن علم حكماً شرعياً صحيحاً قد ثبت دليله، ولم يعلم له مخصصاً ولاناسخاً ولا معارضاً فليس له عذر في ترك اتباعه، واختلاف المجتهدين الذين بذلوا جهدهم دون تعصب للوصول إلى الحق غير مذموم؛ بل هم معذورون. فالمصيب له أجران، والمخطئ له أجر.
ولقد قال الإمام الشافعي -رحمه الله-: ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله وتعزب عنه وقال: أجمع الناس على أنه من استبانت له سنة رسول الله لم يكن له أن يدعها لقول أحد. وقال: إذا صح الحديث فهو مذهبي. وقال: كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله عند أهل النقل بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد مماتي.
ولا يصح أن يقال إن مسائل الدين فرقت المسلمين، وإنما الفرقة ناتجة عن الجهل واتباع الهوى والإعراض عن الحق.
ولمعرفة الحكم الصحيح في مسألة الغناء واستعمال العطور الكحولية، انظر الفتوى رقم:
987 - والفتوى رقم: 4588 - والفتوى رقم: 7248 - والفتوى رقم: 254.
والله أعلم.