عنوان الفتوى : درجة حديث انقسام الأمة إلى فئتين
سمعت حديثا للرسول عليه الصلاة والسلام بأن الأمة ستنقسم إلى فئتين ـ فهل يوجد حديث هكذا؟ وإذا كان يوجد فمن هاتان الفئتان؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعلك تشير إلى ما أخرجه أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق.
وهاتان الطائفتان هما أهل العراق وأهل الشام، وقد افترقت الأمة إلى هاتين الفرقتين العظيمتين زمن خلافة أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ ومرقت من بينهم الخوارج، فقاتلهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه بالنهروان، فدل على أن طائفته كانت أولى بالحق من أهل الشام، وفي المعنى ما رواه البخاري عن أبي بكرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن ابني هذا ـ يعني الحسن بن علي رضي الله عنهما ـ سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
وقد كان ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل الحسن عن الخلافة لمعاوية ـ رضي الله عنهما ـ وكان ذلك سببا في الصلح بين أهل الشام وأهل العراق، والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم.