عنوان الفتوى : من أدرك الركوع مع الإمام فإنه يحتسب الركعة.
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الرائع . سؤالي هو : أعلم أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة ، وأعلم أن ضياع أي ركن يبطل الصلاة ولا يجزئ بدله أي شيء إذ لا بد من الإتيان به . هذا علمي ، إذا كيف نوفق بين هذا وبين القول بأن إدراك الركوع مع الإمام يجعلني أدرك الركعة ، علما بأن حديث أبي بكرة لم أفهم منه إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له ( زادك الله حرصا ولا تعد ، أي لا تكرر مثل هذا ) أو لا تعد ( أي لا تسرع أو لا تجر) وعليه فلم أجد فيه دليلا على إدراك الركعة بالركوع لأنه دخل في الصلاة منذ دخوله باب المسجد . أعتذر للإطالة ولكن لأني رغبت في توقع إجابة فضيلتكم وتخيلت نفسي كأني أتناقش معكم . جزاكم الله خير الجزاء .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فجمهور أهل العلم على أن من أدرك الإمام وهو راكع ، فركع معه قدراً يحقق الطمأنينة اعتد بهذه الركعة ، وذلك لأدلة منها: ما رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجود فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة ". وقد صحح الحديث ابن خزيمة . ومعنى الحديث أن من أدرك الإمام ساجداً فليسجد معه ولا يعتد به، ومن أدركه راكعاً فليركع معه وليعتد بالركوع حيث أدركه. ويشهد لهذا المعنى أن في رواية الإمام أحمد للحديث المتقدم زيادة: من أدرك الركوع فقد أدرك الركعة.
ومنها ما رواه البخاري عن أبي بكرة رضي الله عنه -الحديث المذكور في السؤال - وفيه أنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع فركع قبل أن يصل إلى الصف ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "زادك الله حرصاً ولا تعد " ، ووجه الدلالة من الحديث أنه أدرك النبي وهو راكع ، فلما خشي أن تفوته الركعة ركع دون الصف حتى يدرك الركعة، وفي عدم أمر الرسول صلى الله عليه وسلم له بإعادة الركعة إقرار على أنها تجزئه، وبهذا يكون قد اتضح الإشكال الموجود عند السائل ، لأنه صرح بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وهو راكع وركع معه، ولكنه ركع قبل الصف .
والله أعلم.