عنوان الفتوى : هل من حرج في إخفاء الفتاة على أهلها عدم قدرة خطيبها على الإنجاب
هل يجوز لفتاة أن تخفي عن أهلها اكتشاف أن خطيبها لا ينجب، بعد قيامه بعمل تحليل سائل منوي, خوفا من أن يرفض أهلها إتمام زواجهما، ومن عدم قدرتها على إقناعهم, ورغبة منها في أن يتم زواجهما، ويسعيان في العلاج أو الإنجاب بالطرق الأخرى، كالتلقيح الصناعي، وأن يتوكلا على الله، حيث إن هذا الأمر بيد الله، ولا أحد يعلم من سيعطي له ومن سيمنع عنه, ولرؤيتها أن الزواج ليس وسيلة للإنجاب فحسب، بل إنه سكن ومودة ورحمة، وهي تريد أن يجمعهما الله، ويجعلهما زوجين في الدنيا وفي الجنة، ولكنها تريد تجنب المشاكل التي من الممكن أن تحدث إذا صارحت أهلها ورفضوا، علما منها بأن ذلك سيكون خوفا منهم على مصلحتها، ولكنها تعلم جيدا الموقف، وأنه من الممكن أن لا يرزقهما الله بالإنجاب بعد الزواج، ولكنها تريد أن تظل بجانبه، واختارت أن يكون زوجها حتى لو لم ينعم الله عليهما بالإنجاب، وأن تصبر على ذلك, وعلما أيضا بأن لها أشقاء لهم أطفال، أي أن أهلها لهم أحفاد، وأن خطيبها يواظب على كورس علاج، ولكن لا نعلم إذا كانت ستتحسن نتيجة التحليل بعده أم لا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم المرأة إخبار أهلها بعجز خاطبها عن الإنجاب، ولا حرج عليها في إخفاء هذا الأمر عنهم، علماً بأنّ العقم ليس من العيوب الواجب بيانها عند الجمهور، وقد استحب الإمام أحمد للرجل الذي يعلم من نفسه العجز عن الإنجاب، أن يبين هذا الأمر حتى تكون المرأة على بينة، فجعل الحق في ذلك للمرأة، فقد جاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه: "قلت: الرجل يتزوج المرأة وهو عقيم لا يولد له؟ قال [أحمد]: أعجب إلي إذا عرف ذا من نفسه أن يبين، عسى امرأته تريد الولد. قال إسحاق: كما قال, لأنه لا يسعه أن يغرّها" انتهى.
والله أعلم.